الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> الروضة الغناء >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- نسجَ الربيع لها الرداء الضافي
- وَهَمَتْ بها كفُّ الحيا الوكّافِ
- فضَّت بها عذراءَ كلِ سحابة
- خطرت فنبهتِ الهزار الغافي
- قضّى الربيع بها ديون َ مصيفها
- من سَح كل مُدرة الأخلاف
- الحب ما ضَمِنت ضُلوع سمائها
- للأرض لا ما يدعيه الجافي
- قلب كما اتَّقدت لظىٍ، جوانحٌ
- رَعْدٌ ، وجَفْنٌ دائم التَّذراف
- ان الذي قَسم الحظوظَ مواهباً
- أعطى الربيع نِقابة الأرياف
- وكأنما لبست به أعطافها
- حُللا يُوشِّها الَّحاب ضوافي
- وكأنما هَزَجُ الرعود إذا حَدّتْ
- ركب َ السحاب ، بشائر الألطاف
- وكأنما العُشبُ النضير خمائلٌ
- ومن الورود لها طِراز وافي
- وكأن مياسَّ الغُصون إذا انتشى
- غِبَّ السحاب يُعبُّ صِرف سلاف
- وكأن مختلف الورود صحائفٌ
- فيها تُخط بدائع الأوصاف
- وكأن خلاّق الطبيعة شاعرٌ
- نَظَمَ الرياض قصائداً بقوافي
- وتلبد الجو المغيم كأنه
- قُطرٌ عرته سياسة الإجحاف
- وكأنما الماء النمير مهند
- للمَحْل تصقُله يد الإرهاف
- وكأنه سَلَبَ الاصيلَ رداءه
- او دسّ قرنَ الشمس في الأجراف
- أين الصفي سرائراً وخلائقاً
- يحكي لنا لُطْفَ النمير الصافي
- مترقرقاً تلقى السماء بأرضه
- لو لا خيالُ تشابك الصفصاف
- وتخال ان لمعت حَصاهُ لآلئاً
- تُجْلى بكف النيْقدِ الصرّاف
- ترتد عنه الطير وهي مُليحة
- مما عليه من الجلال الطافي
- اوحى النسيم إليه أ عواصفاً
- بعدي فأرجف خِشية الإرجاف
- واهتاج حتى ود أن ضفافه
- سالت فلم يُصبْحْ رهين ضفاف
- ليت الذي قاد الزعازع ردّها
- عن مثل هذا الجوهرِ الشفاف
- الروضةُ الغناء مفرشُ لذتي
- حيثُ الخيالُ مطَّرزُ الأفواف
- تتساند الاعشاب في جَنَباتها
- فترى القويَّ يَشُدُّ إزر ضعاف
- باكرتُها والنجمُ متقدُ السنا
- لِهثٌ وقد ضرب الدجى بسِجاف
- والطيرُ يكتُم نطقه متحذراً
- خوف انتباه الصبح للأسداف
- حتى إذا ما الفجر حان نشوره
- وسطا الصباح بجيشه الزحاف
- خلعت عليه ذُكا ملاءة نورها
- فتباشرت منها ربّى وفيافي
- فاخذت انشدها وعندي هاجس
- أخذ الهمومَ عليَّ من اطرافي
- لو شاء من ضم الأزاهر لم تكن
- لتعيثَ في الأكوان كف خلاف
- وِلِما تزاحمت القوى وتهافتت
- منها سِمانٌ لانتهاك عجاف
- متكالبين كأنَّ رب لغاتهم
- ماخط فيها لفظة الإنصاف
- لو أن ألقاب الورى في قبضتي
- حلَّ الوضيعُ محَلَّة الأشراف
- لو كان في مال الغنىِّ لمعوزٍ
- حق لسادت عيشه بكفاف
- يسمو الغني على المُقل وعنده
- ان الثراء قوادم وخوافي
- عاثوا بشمل الاجتماع فحبذا
- يومٌ يَعيث القصد بالإسراف
- خير من الأشر الضنين صعالك
- لا يسألون الناس بالألحاف
- لِتبَجلِّ الناس الغنيَّ فانني
- كلفٌ بتبجيل الفقير العافي
المزيد...
العصور الأدبيه