الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> الدم يتكلم بعد عشرٍ .. >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- قبل أن تبكيَ النُّبوغَ المُضاعا
- سُبَّ من جرَّ هذه الأوضاعا
- سبّ من شاء أن تموت وأمثالُك
- همّاً وأن تروحوا ضَياعا
- سبَّ من شاء أن تعيشَ فلولٌ
- حيث أهلُ البلاد تقضي جياعا
- داوِني إنَّ بين جنبيَّ قلباً
- يشتكي طولَ دهره أوجاعا
- ليت أني مع السوائم في الأرض
- شرودٌ يرعى القَتاد انتجاعا
- لا ترى عينيَ الديارَ ولا تسمعُ
- أذني ما لا تُّطيق استماعا
- جُلْ معي جولةً تُريك احتقار
- الشعب والجهلَ والشقاءَ جِماعا
- تجدِ الكوخَ خالياً من حُطام
- الدهر والبيتَ خاوياً يتداعى
- واستمع لا تجدْ سوى نَبضاتِ القلب
- دقَّت خزفَ الحساب ارتياعا
- فلقد أقبلت جُباةٌ تسومُ الحيَّ
- عنفاً ومهنةً واتضاعا
- إنَ هذا الفلاّحَ لم يبقَ إلا َّ
- العِرضُ منه ، يُجِلّه أن يباعا
- بعد عشر مشت بِطاءً ثقالا
- مثلَّما عاكست رياحٌ شِراعا
- عرّفَتْنا الآلامَ لوناً فلونا
- وأرتنا المماتَ ساعاً فساعا
- اختبرنا ، إنَّا أسأنا اختباراً
- واقتنعنا ، إنا أسأنا اقتناعا
- وندِمنا فهل نكفّر عمَّا
- قد جنينا اجتراحهً وابتداعا
- لو سالنا تلك الدماءَ لقالتْ
- وهي تَغلي حماسةً واندفاعا
- ملأ الله دُورَكمْ من خيالي
- شبحاً مرعباً يَهُزّ النخاعا
- وغدوتمْ لهول ما يعتريكمْ
- تُنكرون الأبصار والأسماعا
- تحسبون الورى عقاربَ خضراً
- وتَرَوْن الدُّروب ملأى ضِباعا
- والليال كلحاءَ لا نجمَ فيها
- وتمرّ الأيام سوداً سِراعا
- ليتكمْ طِرتُمُ شَعاعاً جزاءً
- عن نُفوس أطرتموها شَعاعا
- بالأماني جذّابةً قُدتُموها
- للمنّيات فانجذبنَ انصياعا
- وادعيتم مستقبلاً لو رأته
- هكذا لم تضع عليه صُواعاً
- ألهذا هَرقْتُموني وأضحى
- ألفُ عرض وألف مُلكُ مُشاعا
- أفوحدي كنتُ الشَّجاعةَ فيكمْ
- أولا تملكون بعدُ شُجاعا
- كلُّ هذا ولم تصونوا رُبوعاً
- سِلتُ فيها ولم تُجيدوا الدفاعا
- إنّ هذا المتاعَ بخساً ليأبى الله
- أن تفصِدوا عليه ذراعا
- قلْ لمن سِلتُ قانياً تحت
- رجليهِ وأقطعته القُرى والضيِّاعا
- خَبَّروني بأن عيشة قومي
- لا تساوي حذاءك اللماعا
- مشت الناس للأمام ارتكاضاً
- ومشَيْنا إلى الوراء ارتجاعا
- في سبيل الأفراد هُوجاً رِكاكاً
- ذهب الشعب كلُّه إقطاعا
- طعنوا في الصميم من يركُن
- الشعبُ إليه ونصبَّوا القُطَّاعا
- شحنوهم من خائنِ وبذئٍ
- ومُريبٍ شحنَ القِطارِ المتاعا
- ثمّ صبوهمُ على الوطن المنكوب
- سوطاً يلتاع منه التياعا
- خمَدت عبقريةٌ طالما احتيجتْ
- لتُلقي على الخطوب شُعاعا
- وانزوت في بُيوتها أدباءٌ
- حَطَمت خِيفةَ الهوان اليراعا
- ملءُ دور العراق أفئدةٌ
- حَرَّى تَشكِّى من الأذى أنواعا
- وجهودٌ سُحِقن في حينَ
- ترجِّتْ منها البلاد انتفاعا
- فكأنَّ الاحرار طرّا على هذي
- النكايات أجمعوا إجماعا
- اثأري أنفساً حُبسن على الضيم
- وكيلي للشرّ بالصاع صاعا
- واستعيني بشاعر وأديب
- وأزيحي عمَّا تَرينَ القِناعا
- لا يُراد الشعورُُ والقلمُ الحرّ
- إذا كان خائفاً مُرتاعا
- هيَّجوا النار انها أهونُ الشرّينِ
- وقعاً ولا تَهيجوا الطباعا
- إنَّ هذي القوى لهُنَّ اجتماعٌ
- عن قريب يهدّد الاجتماعا
- عصفت قوَّةُ الشعوب بأرسى
- أمم الأرض فاقتُلِعن اقتلاعا
- أنهِ هذا الصراع يا دمُ بين الشعب
- والظلم قد أطلت الصراعا
المزيد...
العصور الأدبيه