الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد عفيفي مطر >> الأرض القديمة >>
قصائدمحمد عفيفي مطر
- رأيتُها في صكوكِ الإرثِ مكتوبه
- سِفْراً من الإنسان والإزميل
- والحجرِ
- رأيتُها من شقوق الصيفِ
- مسكوبه
- غاباتِ أيدٍ ترعرعُ في دم الشجرِ
- وأَوْجُهاً من حميم الطمي مجلوبه
- منسوجة بالفروع الخُضَر والثمرِ
- وأعظُماً غالبتْ أكفانَها، انقلبتْ
- فراشةً حمراءَ مخضوبه
- بالنار والغيم والرَّهَج الدوّارِ في
- السفرِ..
- كانت صكوكُ الإرثِ مختومه
- بخاتم ملتهبٍ وأحرفٍ مشويّه
- وكان في أطرافها من سلّة الأيامْ
- زخرفةٌ كوفيّه
- وأَثَرُ القوافلِ المغبرَّةِ الأعلامْ
- والزحمةُ التي تشبهُ عشَّ البومه
- وطرّةُ السيّافِ والإمامْ
- والصرخةُ المكتومه !
- حين تقصّفتْ أصابعي ويبستْ
- مفاصلُ الراحلة الملعونه
- وقفتُ في الصحراء تحت الشمسْ
- أنتظرُ الطغراءَ والأوامرَ الميمونه
- كي أستطيع الهمسْ .
- وقفتُ في الصحراء واجماً مُقنَّعاً
- أنظر جِلْدَ الأرضْ
- مستبدلاً منتسخاً مرقَّعا
- وكلما ثبّتتِ الشمسُ رماحَها
- الحمراءَ في جمجمتي
- قطعتُ رحلةَ الوقوفِ بالقراءه..
- (أُخرج من غيابة العباءه
- صحائفَ الإرثِ المقدّسه
- وكلما تخرّقتْ سطورُها
- بالأَرَضه
- تهدّمتْ مدينةٌ على رؤوس
- ساكنيها
- أو سقطتْ تحت نعال الروم
- قلعةٌ أو مملكه
- أو زحفتْ حدودُنا وسوّرتْ
- مواطىءَ الأقدامْ..).
- لو أن هذي الشجره
- لم تجدلِ الجذورَ للأعماقْ
- لو أنها لم تطبخِ الضوءَ بجوفها
- وتغزل الأوراقْ
- لما تملّكتْ شبراً على مملكة
- الصعوِد والهبوطْ
- تمتدّ فيه أو تطرح ظلَّها المنقوشَ
- بالزَّهَرْ..
- أراكِ يا غزالةً بريّه
- تنتظرينني خلال كلِّ جبلٍ بجوف
- كل شجره
- وتركضين في الغمامة المسافره
- لو نبتتْ أصابعي المقصوفه
- لكنتِ - يا غزالتي البريّه -
- صبيّةً فتيّه
- تمنحُني كعكتَها المقدّسه
- وشالَها المهدودبَ المنقوطَ
- بالسنابلِ الحمراءْ..
المزيد...
العصور الأدبيه