الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد سعيد الحبوبي >> تبسٌم كالبرق >>
قصائدمحمد سعيد الحبوبي
- تبسَّم كالبرق لمَّا آئتلق
- رشاً خاتَل القلب حتى آعتلقْ
- ولاحَ لنا مرسلاً شِعره
- فكانَ الضياء وكان الغسَقْ
- كأنَّ سنا نوره صارِمُ
- اصيب الصباحُ به ِ فآنفَلَقْ
- فما حاكَ من شعره مطرفاً
- من الليل ِ الاّ وفيه إنخَرَق
- بدى والثريَّا بأفق السما
- كعنقود فاكهة في طَبق
- فأخجل بدر السما وجههُ
- فذا الطلّ راشح ذاكَ العَرق
- وجنَّ سهيل الى وجنتَيه
- فها هو في الافق ِ رهن القلق
- يجورُ النطّاق على خصرهِ
- فها هو منذعر المنتطَق
- بخَدٌيهِ وردُ زها زهرَهُ
- لِما قد سقَته القلوب العلق
- أقام به خالّه حارساً
- يذود عن الزهر سحر الحدق
- فصُنه بنهديك هب إنٌهُ
- صَلا نار خدّيك حتى احترق
- فقد ماج ماء الصبا فيهما
- ألم تخشَ ان يعتريه الغَرقْ
- رشاً خامر السكر إخلاقَهُ
- فبات يُرى فيه مثل النَزقْ
- ثناياهُ والواو من صِدغِه
- هما علَّمانيَ عطف النسَق
- فبتُ ّ ومن ريقهِ خمرتي
- ولم أحتسي كاس ساق ٍ رَهَق
- ولم اسأم ِ الراح لكنّني
- تركتُ الرقيق َ بأخذ الأرقّ
- سقى بقعة الكرخ من ملعبٍ
- ملث القطار مُديم الغَدَق
- سكوب يحاكي بتسكابِه
- غُروب السواقي اذ ما اندفق
- فلي عندها لا درتْ عُذ ّلي
- فتاة ٌ تضيء ضياء الفلق
- على انها لم تنلني سِوى
- شهيّ المقّبل والمُعتنَق
- وكنّا رضيعي لبان الهوى
- لنا كلُ ّ ما راق منه ورَق
- ومذ جاء حق الحجى بالمشيب
- وكان الصبا باطلاً قد زهق
- لَوتْ جيدَها والهوى عاكِف
- وذلك باق ٍ بقاء الرَمَق
- ومذ فلق الشَّيب قد حفّ بي
- تلَتْ قُل اعوذ بربّ الفلق
المزيد...
العصور الأدبيه