قصائدمحمد بنيس



مواسم الحضرة
محمد بنيس



  • صباحُ الخيرِ يا عُنفي المُدونَ بين حاضرةٍ على قُربي وبين

  • النّيلٍِ هذا البيتُ من قصبٍ ومن فيضانِ وردِ عروسةٍ

  • ولكَ

  • الصّباحُ معي بقايا موعدٍ حَضَرَتْهُ حاشيةُ الدّخانِ وصيحةُ

  • الأعشابِ أنت شريدُ حلمٍ يستريحُ مع الصّباح

  • ترجّلْ أيّها

  • العُنفُ المتاخمُ للغبار هي التّي أهذي بومضِ جناحها كُنّا

  • اتفقنا جاء ثالثنا صديقاً قال كيف نُقيمُ من بين انعراج

  • الصّوتِ رابعنا

  • صباحُ الخير جالس جسرنا

  • هدّمتُ ما شقيتْ

  • به لُغتي غبارٌ كان يغسلني دويٌّ خارج الضّحك المُباح

  • لعلّكِ نخلةٌ فهمتْ صباحيَ إنّني أمسكتُ عُنفي وانتهيتُ

  • إليك يا قوساً من الحُمّى التي اندفعت إلى حلقي تمجّده

  • وتُعلن أن خامسنا دليلٌ جالسته طريقةٌ زرقاءُ رسمُ محيطها

  • الموّالُ والألقُ القريبُ من الرّياح

  • هُناك فضحتُ خوف كتابةٍ غطّت سرائرها بعصف ذابلٍ

  • هاجمتُ أنت الآن بين يديّ أهتفُ أو أرافق رجّةً تشتدُّ في

  • هتك البلاغةِ واحتثاث المخزنِ اللغويّ يا عنفكَ الميمون

  • كم صوتاً تمادى في ارتفاع نُخاعي الشّوكيّ نحو مسالك

  • الطّلحِ المرشّحِ للهيب ولهجةِ الخوف

  • اقتربتُ مصاحباً

  • عُنفي رفيقُك إن سادسنا توهّج في بلاد الحُلمِ حاصر

  • صخرةَ الأحزان سابعنا تلفّظ بالظّنونِ رمى رداءَ النّوم فوق

  • جفُونِهِ بالأمس كلّمني وكان الجذب َ ما وصّى به أهلي

  • فجاء الوقتُ مزدحماً بأسماءٍ مركبّةٍ لها نفس الجراح

  • 2

  • لك العزّة أيّتها الأرضُ المَكْسُوَّةُ بالأرحام وأنت على صدري

  • بوشاح دمٍ يتهجّجُ بين سَبُو ومداخل باب المحروق

  • لك العزّةُ لا أكتمُ نهجاً والنّاسُ اقتربوا حتّى صادفتُك وجهاً

  • حنّ إليّ سلاماً منتعشاً يمكن للأزرق أن يسمعه من

  • منخفضاتِ الصّمتِ وقد أقسمتُ بحدِّ الماء

  • تعاليْ أيّتها

  • المجنونةُ إني صادقتُ النّارنج وقُلتُ له حمّل صوتيَ بالعزّة

  • إن النخلة تتبعُ ساريةً هامتْ زمناً حتّى وجدتْ باب

  • المحروقِ يقول لهَا دمُهُم يا سيّدتي ضجّت عيناهُ ارتجّت

  • حُفرتُهُ

  • ولكِ العزّةُ نارنجاً تلقانِي نفحتُه كلماتٍ من ينسى كلماتك

  • لمّا الماء أتاها فاغتسلت بالنّار غشيتُ الحُرقَةَ في ليلِ

  • الرَّغَبُوتْ

  • أيّتها العزّةُ طُوفي اكتملت أعضائي ذاكرةً لم تمهلها أخبارٌ

  • جالسها رأسٌ قطعوهُ على أعشابِ سَبو

  • 3

  • أّباركُ صيحةً عبرتْ إليّ من النّخيل ومن ظلالِ سَبُو تداهم

  • خيلُهم هل عادت الأسماءُ بعد طوافها بين الخرافة

  • والجهات المحرقات لتخبر أنّني صاحبتُ صورتها محدّقةً

  • على الأسوار فالقرمود فالشّبّاكِ جاءت لفحةً تتكسّرُ الأعباء

  • فوق بريقها الفضّيّ

  • لم يرحل عن العين اختلاطُ الجمر بالشفتين ذاكرةً تبادرني

  • وذاكرةً ترمّمُ ساقي المخروم من تعب الفصولِ يكادُ يهتف

  • بالعشيرةِ صيحةً وصلت من الأحداق للأحداقِ واحدةً من

  • السّوسانِ والحبقِ المُطلِّ على بياض السّطح كيف تسلّلت

  • حتّى نزلتُ بحوضها أسعى وأشربُ من مياهِ سَبُو أحُلُّ بهِ

  • احتباسَ الصّوتِ

  • يا صوتي

  • ويا صوتي

  • يجيبُ القادمون من المساء

  • ومن غُموضِ البُعدِ فابتهجي

  • لنا حلُمٌ وأنتِ غمامةٌ زرقاءُ فابتهجي

  • دمٌ قامت طفولتُهُ وأقسم أن يجاهرَ باشتعال العينِ والخلخال

  • والوشمِ الفريدِ بمعصمٍ قطعوهُ ثمّ رموهُ في بئرِ لذاك سألت

  • عابرةً على شطّ الخليج تعود لي الأمواج باسترسال لمعتها

  • وتعبثُ بالمسافةِ

  • ها هم الأحبابُ يقتربونَ وجهكَ مربكٌ

  • ويداك تنتشران من دربٍ إلى دربٍ وتشتبكانِ في قوسٍ لهُ

  • الزّيتونُ والرّمّانُ هل تسمو بك الذّكرى

  • سَبُو يا معدن

  • الأسماء تغسلُ عارض الأخبار حين يشاءُ بابُ اللّيل أن

  • يعلو فَصَيْحَتُهُمْ تجدّفُ نحونا بالصّعقِ لا تكتئب هذا

  • المساءُ سمعتهمْ برقاً يرابط بين أنساغِ النّشيد ودبدبات

  • الصّحو يهتكُ ساعةَ الأقفال

  • يا صوتي

  • ويا صوتي

  • يسلّمني هُبوباً صافياً

  • شلاّلُ صحتهم يراني الماءُ لوناً موحشاً يُصغي وينشغلُ

  • 4

  • كان لي القرارُ يقول هذا

  • الشّرقُ حين لمحتهُ يدنو

  • وينفخُ في سماقِ اللّوح

  • يفرشُ لي الحصيرَ يصوغ

  • كفّي من رنين الحرف كان

  • الحربُ أين طفولتي اختبأت

  • وكيف أقصُّ عن غسقٍ

  • يُصاحبني إلى باب دخلت

  • الجامعَ السُّفليِّ عندَ الصّحن

  • كان الضّوءُ منحدراً وجلبابي

  • يلفُّ الرّكبتين لمحتُهُ يختارُ

  • لي قصباً يقولُ اكتُبْ كتبْتُ

  • الجُرحَ ثمّ مشيتُ لم أذكرْ

  • حنين أصابعي والشهوةَ

  • الأخرى على شفتي

  • سأذكُرُ سيّدَ الكلماتِ

  • يقرئني هواء غامضاً يا سيّدَ

  • الكلماتِ لا تغضبْ نسيت

  • أصابعي بين الذهول مربّعِ

  • الزَّلّيجِ رائحةٍ تسمّى الياسمين

  • لمحنتها وهذا عُنفي اقتربت

  • من السّكراتِ حضرتُهُ كتبتك

  • في انغراس الشّوقِ والحُمّى

  • أنا المقصيُّ من عتباتِ

  • أهلِكَ أيّها الشّرقُ القريبُ

  • 5

  • كيف انصرفتْ أعشابُ

  • سَبُو لغوايتها

  • وتعالت بين معابر هجرتها

  • كيف الورقُ الأبيضُ يهذي بمسالكها

  • ويفاجئ

  • أحوال تصدّعها

  • كيف الأزرقُ يجفو وبناتُ القُدسِ حللنَ

  • بصوتي مرتدياتٍ قاماتِ النّخلِ البدويِّ أتين

  • بآياتِ الهذيان تصفّحن الجسد المنسيّ روين

  • حُروفي بالحنّاء غناء العُرسِ تسابقن إلى ساقي

  • الممدودةِ يفرشنَ الأزرقَ يحملنَ إلى كتفي

  • الألواحَ قرأتُ اهتاجت حتّى قُلتُ فضائي ثمّ

  • الوشمُ أتى ونشيدُكَ قابلَ عيناً رافقَ غاباتٍ لا

  • يعرفُها إلاّ سرّي

  • 6

  • ها أنا أعطي لكُلّ خطوةٍ صورةَ صديقٍ ولكلّ رائحةٍ حديثاً

  • عن نخلةٍ أو زهرةٍ تحضرُ إلى مقام العين هذا الصّباح

  • انتبهتُ من هنا بدأت صفحاتُ الكونِ تنفتحُ وأسرار

  • الصّمتِ تنغلقُ أو لعلّها وشوشةُ حُزنٍ دافئ لم يسترحْ بعدُ

  • أعلمُ

  • لم تبقَ إلاّ

  • لحظةٌ ويسألني النّهارُ عن انكساري لم أتململ

  • والقادمون من البعاد يطرقون الباب لم نَمُتْ بعدُ

  • أعلمُ

  • تلك بقايا بيوت

  • أندلسيّةٍ تُطلُّ عليّ حدادٌ في الممرّ الآخر

  • دبدباتٌ وهذا سريري لم أستسلم

  • أيّها الشّرقُ الصّديق



أعمال أخرى محمد بنيس



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط