الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد بنيس >> من يسمع فأس تغني لابن سليمان >>
قصائدمحمد بنيس
من يسمع فأس تغني لابن سليمان
محمد بنيس
- هذا الولدُ المفتون بليِّ عمامته
- بشعيراتٍ
- تضحكُ فوق
- الصُّدغين
- شُعيراتٍ تنعشُ ما
- بين الفخذين
- يغلّقُ بهو منامتِهِ
- ويُطاوعُ
- تغريبةَ عينين رماديّتين
- يرىَ
- أليافَ سحابٍ منشغلٍ بجدار البيت
- يرىَ
- شمساً تتسلسلُ في أحقاقِ
- نواعير الماء
- ممالك مسك اللّيل
- سواريَ تسمُقَ بالزِّلِّيج
- إلى الزّلِّيجِ
- إلى
- السقفِ النّجميِّ
- يرى
- خالاً يتعقّبهُ من تحتِ ثُقُوبِ خمارٍ
- يستعذب تمزيق يديه
- يَرَى
- دمُهُ أحواضَُ رياح
- دمُهُ نارٌ تتهجّجُ في عرصاتِ عبارته
- سيكونُ الولدَ العاشقَ للأحجارِ
- رصيناً
- يخلقُ ماء جسارَتِهِ
- هل تسمعُ فاسَ تُغنّي لابن سليمان
- وأعنِي
- ابن حَبُوسْ
- ولدٌ يفتلُ إقليدَ الشّعرْ
- ويُعاشرُ أقواسَ سَبُو
- ولدٌ يغسلُ أدراج الصّفارين
- بدماء الصّمت
- ولدٌ يعبُرُ من أشفارِ امرأةٍ
- لمنازِهِ غرناطهْ
- ولدٌ فتّشَ في رملِ سبأْ
- عن رنين الشّام
- كان حتّى كانْ
- ثم استيقظت عيني على حرارة الجير الأبيض في
- البيت الذي رقمُهُ 5 فرقمُهُ 103 على
- أبوابٍ لها مشاهدُ نقشٍ بمراتبِ أعماقي للشّمس
- كُنتُ ألهو بحفرِ فرصةِ تساقطها شيئاً فشيئاً
- للبياضِ أن يلعبَ حولي نازلاً من الحيطان
- صاعداً من سعة السّطح ذلك البيتُ بألواح
- خشبيّةٍ كان مسقوفاً بقليل من الإسمنت كان مبلّطاً
- شجرةُ بُرتُقالٍ تحتضنُ ليمونةً أُصَصٌ تطوف النّهار
- كُلّهُ بصهريج المياه لذلك نقطفُ الضّياء في
- موعِدِهِ ناضجاً حينما ارتفعت القامة بفرح سنواتها
- العَشرِ أصبحت السّطوحُ البعيدة قريبةً من ندائي
- كلُّ سطحٍ إليّ يأتي طائعاً هذه المآذنُ التي لا
- تعرفُ عنها أيّها العابرُ غير نقوشٌ مريضةٍ حكت
- لي ما لن تراهُ الأفقُ هناكَ الأفقُ البطئُ ينحني
- حتّى الجُيُوشُ التي حاصَرتِ الأسوارَ ما تزال
- تعتقلُها الحجارةُ إليّ الأطفالُ على بعضنا
- يهجُمُ بعضٌ على سواعدنا الهضابُ فاسُ
- احتمتْ بصلاتها والكبرياءُ انتهت قبل الأوان
- قرميدٌ أخضرُ ينفتحُ
- دبدباتٌ سريعةٌ في أعضاء النهارْ
- نقطةٌ وحيدةٌ
- لا يراها العابرون تدنو
- تتكوّنُ في حقلِ الكلام
- من الطّيوبِ إلى السّعارْ
المزيد...
العصور الأدبيه