الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> ما لا يسمى >>
قصائدقاسم حداد
- عندما أسمكَ في طريق
- ورأسكَ في طريقٍ أخرى
- تتقهقر بشهوتك إلى عتمة الأزقة
- نحو خزائن التجربة
- لتسعف الرجفة الخفية
- رعشة مسوّرة باحتدام الجموع
- وهي تتخطّفك
- مستصرخاً ذاكرة الشِراك
- من أين إلى أين ؟
- لتذهب بك في مسارب رؤوس محتدمة
- تضطرم بحرائق الطريق
- تضع له ما يسعف الشارع بالحجر العتيق
- بأشلاء رغبات تنطفئ في صراحة الشمس
- تضع له رأسك المكنوزة بخبرة الخرائط
- وشهوة العمل
- تضع لاسمك زهرة الرأس
- كمن يبذل وردته على جنازته
- عندما سُبلكَ أكثر من أقدامك
- يفيض رأسك بزادٍ يكفيك
- ويصونك من مائدة مثقوبة بفاكهة تفسد
- لفرط الأسلاف
- ينالها العطبُ ويطفح بها التفسير
- تتقهقر مطأطئ الرأس
- نحو غبار المخطوطات
- في تاريخ الجسد ووحشة الروح
- تنحدر بك حشود الشارع في ليل واضح
- في ذبائح مهدورة
- في ماء قديم يأسن
- في ذخيرة مبتلّة بزفير التجربة
- في غفلة البصيرة وكسل المخيلة
- تنحدر
- ورأسك كنيسة النوم
- عندما رمادك يبرد
- تكرُّ عليه ضباعُ المستنقعات
- تسألُ ضميركَ صراحةَ الهواء
- وأنت خَدِينُ الخذلان
- يشدّك حشدُ الشارع
- مأسوراً بقديم الجراح
- فيطيش عليك فيضُ الأساطير
- يغطيك كرادلة الكهوف
- بأوشحة كثيفة كتعاويذ الوهم
- يغرونك
- يغوونك بجنة تنجو منها
- عندما تنسى
- يسمِّيك ما لا يسمى
- سيف النسيان عندما تنسى
- تحت قميصك المليكُ في حريته
- وها أنت تفقد المعدن الخفيف
- تفقد حرية الهواء
- كأنك تفقد النص
- تنسى أنك رأس الهجوم
- في جيشٍ يقهر الكتبَ وهي تنسى
- تطير بأجنحتك في هواء فاره
- لماذا رأيت في أدلاّءِ التيه نجمة المنعطف
- وفيهم من يشحذ ضواريه في النحر
- ممعناً في براءة أخبارك
- لماذا رأيت في مغاراتهم آباطَ الدفء
- وفي زرد خطابهم الفجّ حرير الحنان المفقود
- تلعب به غريزة اللهو ، يخبئ النار في ثوبه
- لماذا وضعت رأسك الناضجة
- في خدمة الاسم المغترّ بسمته
- مأخوذاً بعناقات تهيّج الجموع
- متجرعاً شجاعة البرزخ
- بين أن تكون عدواً ماثلاً
- أو خصماً في الظن
- لماذا . عندما رأسك ضحية اسم يتلاشى
- في ظهيرة ليل يتظاهر بطبيعة النهار
- امتدَّ بك الحلمُ في يدين مغلولتين
- لماذا عندما نهضنا بك
- تريد أن تجهض زهرة يأسنا
- وترشح حيزوم سفينتنا المكتنزة
- لصخرة الجبل
- ماذا تعرف عنا
- بذلنا لك جنون القلب
- وقلنا لك هذا القلب لك
- حصن يصونك
- فاشمخْ به
- يتمجّدُ بكَ و ينهض. *
- ماذا تعرف عنا
- بذلنا لك جنون القلب
- لئلا ينتابك ما لا يسمى
- وقلنا لك هذا القلب لك
- حصن يصونك
- فاشمخْ به
- يتمجّدُ بكَ و ينهض. *
المزيد...
العصور الأدبيه