الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> أ - مرآة الجسد >>
قصائدقاسم حداد
- دخلت ،
- الفضة سيدة الوقت
- ريش الكشف الشامخ يغريني فدخلت
- هذي القاعة قاعدة القمم الممسوخة
- في قاع الآبار المسمومة
- هذي القاعة قبر أم قبرة أم ...
- تاهت لغتي فتلفت
- تقدم وانظر هذا ...
- أخذتني الخطوة نحو التابوت
- ذهبت ذهلت
- ولولا ريش كان صرخت لهول
- تعال
- هذا الدم الذاهل في جسدي يرعش كالخرقة
- كان التابوت بدون غطاء
- تعرفه كيف سأعرف
- هذا جسد لا رأس له
- كيف سأعرف وأنا النطفة والطفل
- أنا الكهل بلا موت أو ميلاد
- من أين الجسد الحي الميت يعرفك الآن
- اقترب
- خبأت الذعر دنوت
- هذا شخص يخرج من أشخاص تحت ظلال يديك
- ولن تذكره
- ما مات ولم يقتل بعد ولن يأخذه الموت
- الجسد الحي الميت جاء بلا رأس
- يعرفك الآن فجس النبض
- شعرت بلغط في أعماقي
- هذا جثمان كيف
- تعال وجس النبض
- مددت وكان الدم يدور كعادته في أروقة الجسد الحي الميت
- اعتدل الحي الميت بالكتف العالي
- مد يديه وقال بصوت يشبه خرخرة القبر المنحل :
- أكون صديقا ميتا للآتين
- أقول الكذب بصدق
- فأنا قبرة القبر
- و ألعق جرح الأرض الناغل
- أنقل هذا التابوت
- وأسأل عن رأس غاب
- هذا وطني
- أحمله وأسير وأبحث عن رأس أحمله
- والرأس هناك هناك هناك
- فخذني
- هات الرأس أقوم وأقلب قاعات الكون.
- تقلص حتى كاد يصير قديدا
- أنظر فهلعت
- اقترب التابوت إلى ساقي
- صرخت
- الفضة تحرسني والريش الناعم يلمسني
- فأصير قويا
- والتابوت يلح تعال تعال
- فهذا التابوت سيحمل حيا ميتا ويدور به
- ويموت به
- فالجسد الحي الميت وحش البشر الجائل في ليل الناس
- لح التابوت على ساقي
- رفست الخشب المر رفست
- رفست فقالت دعه
- فالجسد الميت هذا سوف يموت
- أخذت بيدي تعال
- هو التابوت سيتبعني
- أعرف
- من لحم الماضي هذا الخشب المر وسحر المستقبل فيه
- هات خطوت مشى
- أسرعت فأسرع
- ثرت
- صرخت اتركني اتركني اتركني اتركني
- اتركني اتركني
- اتركني اتركني
- اتركني اخجل
- واتركني
- لكن الموتى موتى
- والموتى لا يشعرون بالخجل. *
المزيد...
العصور الأدبيه