الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> الصهيل..الصهيل >>
قصائدقاسم حداد
- جن يسكن الجسد
- كأن كل عضلٍ نافرٍ ذئبٌ يطلع من الأعماق
- حيث يتكون الإنسان
- ويستوي تاجاً .. يبطش بسلالة الرعية ،
- خارجاً من طبيعته :
- الوحش دليل الدم / هديل البوصلة
- هذا هو الصهيل
- جوعٌ كاسرٌ يتفصد في صلصال الهيكل
- لكأنك تلمح فضتك الذهبية تنتقل ، كمشكاةٍ ،
- من جسد النار إلى آنية اللهب .
- جوعٌ كافرٌ
- مثل زئبقٍ يمنح الصدر شهوة الأوسمة :
- غفلة اليقين / غدارة البوصلة
- هذا هو الصهيل
- جرس الماس ينهر الأرض
- كي ترفع أحلامها عالياً مثل طفولةٍ في الترك ،
- فيما تشحذ العذارى أعضاءهن المكبوتة
- لمكافأة الشهداء على ذهابهم الفاتن
- وغواية كتيبة الغزلان لئلا تخطئ خطيئتها:
- جنة الليل / خديعة البوصلة
- هذا هو الصهيل
- جنةٌ تمزج ثلجة المحراب بحجارةٍ أكثر جمالاً وقدسيةً.
- تدل النائم على ذخيرة المخيلة
- وتفتح الرقص في خريطةٍ مستسلمةٍ
- فتبدأ مدنٌ تتلفع بالذعر كأنها العدو
- هروباً من المستقبل :
- شكيمة الحلم / اقتراح البوصلة
- هذا هو الصهيل
- مشدوخٌ بشهوة الأسئلة وهي تنهض من المذلة ،
- فيصاب بهيبة التهدج .
- سناجبه تكنس القطيفة بفروها الأليف .
- مضى عليه وقتٌ في نعمة الوعد
- ولم يرخ حواسه لسماع الكلام ،
- ما إن تقال له الكلمة حتى يتفصد النحل من كتفيه
- مثل بوصلةٍ تسأم مجد التيه / نجمة المعسكر
- هذا هو الصهيل
- جثةٌ تمرح في ذاكرة الناس
- مشمولةٌ بغنج المؤامرات
- موصولةٌ بجسدٍ يتفلت من تاريخٍ له موهبة الميزان
- وغيبوبة الطريق .
- جسدٌ لم يخلع درعه الأخير
- مثل حصنٍ ساهرٍ يتبادل أنخاب الجليد في هدأة الوحشة
- وما إن تدير الجثة رأسها ناحية المشهد
- حتى يختلج الكلام في الصدور .
- أول الصوت / آخر البوصلة
- هذا هو الصهيل
- جحيمٌ يسمونه بلادا ً ،
- حيناً يقال له الوطن ،
- وغالباً يحمله الشخص مثل خيطٍ من الأوسمة :
- زينة الضريح . جنازة الأمل .
- قيل إنه الوقت والمكان
- يتراءى مثل الحلم فيما يكون وهما ً
- يتمارى فلا تدركه البصيرة ولا يطاله الكلام
- لن تعرف ما إذا كنت سيداً في هذا الجحيم أم عبداً.
- ليس لك أن تقول باللغة
- وما إن تقول بيدك حتى ينالك القصل
- ففي الجحيم ، الذي لا تسبقه جنةٌ و لا تليه ،
- أنت في المهب
- مزاج الريح يعصف بك
- ومزيج الحرية يدفعك إلى التهلكة.
- في المهب ، ترى إلى نفسك :
- سيداً يهذي / رقيقاً يتملكه الحلمة
- هذا هو الصهيل
- جمرةٌ ، شهقة اللغة ،
- وقيل إنها تميمة المجدف ممعنا ً في غواياته .
- تهتاج ، فيبدأ النواح يوزع سرادقه
- فضاءً يزخر بأشباحٍ تزعم أنها الناس .
- تئج مثل خبيئة العاشقة
- يكتظ بها الأسرى ويطيش لها عقل الطغاة .
- قيل إنها كلام النار للغابة
- وكلما جاء ماءٌ ، صعد الأوار واشتعلت ضراوة النحاة:
- جمرةٌ . نارٌ . كلمةٌ / لا نهائية النص
- بصرةٌ . كوفةٌ . كتابةٌ / نهضة البوصلة
- هذا هو الصهيل
- جنسٌ يئن تحت عريشة اللذة
- وأنتم حوله تطغون بقصباتكم المثقوبة
- في عزفٍ مثل جوقةٍ
- ينقبض و ينبسط يشد و يرخي
- يشهق ويطاله شبق الموج والجنون .
- تطلبون لقصباتكم بهجة العظم لتخلطوها بفضة الهيكل
- يتخبط ويتلمظ يختلج ويخرج ،
- فتصابون بهلع المرأة في مخاضٍ وثكلٍ
- مثلما تخضع جهات الروح للبوصلات الفاتكة
- هذا هو الصهيل .
- مثلما تخضع جهات الروح للبوصلات الفاتكة
- هذا هو الصهيل .
المزيد...
العصور الأدبيه