الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> غازي القصيبي >> مومياء >>
قصائدغازي القصيبي
- وقلتِ لي: السحر في البحر والليل والبدرِ
- في الكائنات المدمأة بالعشق
- تحلم أن تتضاعف وهي تحبّ
- وتكبر وهي تحب
- وتولد في الفجر
- قلت لي: السحر في الوتر
- المتنفّس شوقاً وشعراً
- وقلتِ .. وقلت..
- وأرسلتُ روحي تعبر هذا الفضاء
- المرصع باللانهاية .. تسأل ما السحرُ؟
- ما الحب؟ ما العيش؟ ما الموتُ؟
- تسألُ .. تسألُ
- يا أنت! لا تنبشي ألف جرح قديم
- وألف سؤال عتيق
- فإني نسيت الضماد
- نسيت الإجابات
- منذ تبرأتُ من نزوة الشعراء
- وعدت إلى زمرة الأذكياء
- الذين يخوضون هذي الحياة
- بدون سؤالٍ .. بدون جواب
- ويأتزرون النقود ويرتشفون النقود
- ويستنشقون النقود
- وهذي الثواني التي أخذتنا إلى
- عبقرٍ كيف جاءت؟
- وكيف استطاعت عبور الطريق
- المدجج بالمال والجاه والعز واليأس؟
- كيف استطاعت نفاذاً لقلبي؟
- ويا ويح قلبي!
- منذ سنين تجمّد كيف يعيشُ
- الفتى دون قلبٍ يدقّ؟
- ودون دماء تسيلْ؟
- تحنطتُ لكنني لم أبح
- فمشيت ولم يدر من مرّ بي
- أنني دون قلبْ
- فمن أين أقبلت ترتجلين القصائد
- تستمطرين الكواكب زخة وجدٍ
- تثيرين زوبعة في الرميم؟
- أنا قد تقاعدت سيدتي
- من مطاردة الوهم عبر صحارى الخيال
- تقاعدت من رحلتي في تخوم الرجاء
- وعبر بحار المخاض المليئة
- موجاً عنيفاً
- تقاعدت أعلنت للناس أني
- قد كنت منذ سنين طوال ومتّ
- فمن يفضح السر؟ من يحفر القبر؟
- سيدتي! أوغل الليل فانطلقي
- ودعي المومياء الذي مسّه البحرُ
- لم ينتفض .. مسه الليل لم ينتفض
- مسه البدر لم ينتفض يتأمل في المال
- والجاه، والعز، والبأس
- حسناء أنت؟ أظنك! ما عدتُ
- أشعر بالحسن
- كل النساء الجواري سواء
- ولو جئتني في صباي منحتك
- شعراً جميلاً
- وحباً طهوراً
- ولكن أتيت وقد يبس الكرم
- والطير هاجر والعمر أقفر
- ما في ضلوعي سوى رزمة من نقود
- فهل أنت، كالأخريات سبتك النقود؟
- أم البحر أغناك عن همسة الدر؟
- والبدر أغناك عن شهقة الماس؟
- سيدتي!
- اتركيني فإني أطلت الكلام
- وأدركني الآن ضوء الصباح.
المزيد...
العصور الأدبيه