الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> غادة السمان >> و أحبك أكثر من ... ذنوبي >>
قصائدغادة السمان
و أحبك أكثر من ... ذنوبي
غادة السمان
- وتقول شفتاك للفرح : كن
- فيكون ! ...
- ويغرد قلبي
- يحلق بين أسلاك الشمس
- طائرا من نار
- لا يخشى الاحتراق بأتون الغبطة
- حين مستني يدك
- كيد نبي
- تحولت اعماقي من سراديب
- ودهاليز سرية الاوجاع
- _ مسكونة بأشباح تشحذ أسنانها وأظافرها على جدران
- الماضي البشع _
- إلى نافذة ستائرها قوس _ قزح
- مفتوحة للأفق والريح والمطر والمفاجأت
- وأغاني جنيات الليل العاشقات !
- حين يأتيني وجهك
- أصير مرهفة
- كرمال شاطئ تنبض ذراته
- تحت جسد ليلة صيف باهتة ..
- وقرعات طبول الموج
- وموسيقى النجوم الخافتة ...
- وأخفق لكل ما هو طيب ونبيل
- في كونك المسحور
- وتندف فوق أيامي
- تندف مطراً مضيئاً
- يغسلني بالغبطة ..
- لم أكن أدري أن الزمن
- يختزن لي هذه السعادة كلها
- ولا أريد أن أصدق
- أن سعادتي معك الآن
- هي طعم في صنارة الشقاء الآتي ...
- كل هذا الحب الذي تغمرني به
- أمتصه بشراهة التراب الجاف
- دونما عقوقه ...
- وأحبك كثيرا
- أكثر حرارة من البراكين الحية
- أكثر عمقا من دروب الشهب
- أكثر اتساعا من خيالات سجين
- أحبك كثيرا ...
- أحبك حتى أكثر من عدد ذنوبي !...
- وكلما ابتسمت يا غريب
- أمتلىء غبطة
- لأنني أعرف أنك حين تبتسم
- تنبت الأزهار
- في قلب الصخور بالجبال
- حين تبتسم
- تتناسل أسماك الشوق الملونة
- وتسبح داخل شراييني ...
- حين تبتسم
- تنمو حقول الياسمين الدمشقي
- فوق أيامي المعدنية الصدئة ...
- وأتكئ على الفجر
- الذي ولا بد أن يطلع
- وانتظرك
- وحين تمخرني
- ترحل بحاري مع مركبك دونما ندم
- دونما ندم
- قدري ؟
- أبسط لك كفي
- لا لتقرأ
- بل لتكتب في راحتها
- ما شئت من النبوءات والكلمات
- وترسم فيها
- ما يحلو لك من الخطوط والدروب والرموز
- بوردتك
- أو بسكينك !
المزيد...
العصور الأدبيه