الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عمر بهاء الدين الأميري >> أين التدارس >>
قصائدعمر بهاء الدين الأميري
- أين الضجيج العذب والشغب
- أين التدارس شابه اللعب؟
- أين الطفولة في توقدها
- أين الدمى في الأرض والكتب؟
- اين التشاكس دونما غرض
- أين التشاكي ماله سبب؟
- أين التباكي والتضاحك في
- وقت معا ، والحزن والطرب؟
- أين التسابق في مجاورتي
- شغفا إذا أكلوا وإن شربوا؟
- يتزاحمون على مجالستي
- والقرب مني حيثما انقلبوا؟
- يتوجهون بسوق فطرتهم
- نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
- فنشيدهم: (بابا) إذا فرحوا
- ووعيدهم: (بابا) إذا غضبوا
- وهتافهم: (بابا) إذا ابتعدوا
- ونجيهم: (بابا) إذا اقتربوا
- بالأمس كانوا ملء منزلنا
- واليوم، ويح اليوم قد ذهبوا
- وكأنما الصمت الذي هبطت
- أثقاله في الدار إذ غربوا
- إغفاءة المحموم هدأتها
- فيها يشيع الهم والتعب
- ذهبوا ، أجل ذهبوا ،ومسكنهم
- في القلب ، ما شطوا وما قربوا
- إني أراهم أينما التفتت
- نفسي وقد سكنوا ، وقد وثبوا
- وأحس في خلدي تلاعبهم
- في الدار ليس ينالهم نصب
- وبريق أعينهم ، إذا ظفروا
- ودموع حرقتهم إذا غلبوا
- في كل ركن منهم أثر
- وبكل زاوية لهم صخب
- في النافذات زجاجها حطموا
- في الحائط المدهون قد ثقبوا
- في الباب قد كسروا مزالجه
- وعليه قد رسموا وقد كتبوا
- في الصحن فيه بعض ما أكلوا
- في علبة الحلوى التي نهبوا
- في الشطر من تفاحة قضموا
- في فضلة الماء التي سكبوا
- إني أراهم حيثما اتجهت
- عيني كأسراب القطا سربوا
- بالأمس في (قرنايل ) نزلوا
- واليوم قد ضمتهم ( حلب)
- دمعي الذي كتمته جلدا
- لما تباكوا عندما ركبوا
- حتى إذا ساروا وقد نزعوا
- من أضلعي قلبا بهم يجب
- ألفيتي كالطفل عاطفة
- فإذا به كالغيث ينسكب
- قد يعجب العذال من رجل
- يبكي ، ولو لم أبكِ فالعجب
- هيهات ما كل البكا خور
- إني وبي عزم الرجال أب
المزيد...
العصور الأدبيه