الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي محمود طه >> ردّوا على الوادي ربيه نهاره >>
قصائدعلي محمود طه
ردّوا على الوادي ربيه نهاره
علي محمود طه
- ردّوا على الوادي ربيه نهاره
- آب الزّعيم اليوم من أسفاره
- جاب البحار إليكمو حتّى إذا
- نصل الدّجى ألقى عصا تسياره
- هذا الذي قدر الإله حياته
- لينقّل التاريخ في أدواره
- الأعزل المنفي فارق قيده
- ورمى بآسره و ذلّ إساره
- عجبا يخاف مطارد بجزيرة
- ضرب الوجود بها وراء بحاره
- فيجشّم المنفى البعيد بصخرة
- في مائج متلثّم بخطاره
- تخشى أساطيل الغزاة عبوره
- و يروع وحش البحر صمت قراره
- سير من الأمجاد لم يسمع بها
- حتى أتحن فكنّ من أخباره
- تلك البطولة لم تكن يوما و لم
- يطلع بها زمن على حضّاره
- قم حدّث التاريخ غير مكذّب
- يا من غدا التّاريخ من آثاره
- أنت المصاول عن حماك فصف لنا
- حرب الفدائيين من أنصاره1
- و الأرض كيف تصدّ عن رحمائها
- و الكون كيف يضيق عن أحراره
- و الغاصب السّفاح من أنيابه
- يجري الدّم القاني و من أظفاره
- يا من شدوتم بالسّلام رويدكم
- داوود لمّا يشد في مزماره
- تحت الرّماد وميض نار ، فالدّجى
- و البرق ، بعض دخانه و شراره
- ردّوا السلام إلى الحوادث تشهدوا
- أنّ المآمن هنّ من أخطاره
- حمل البشير قميصه بيمينه
- و دم الجناية صارخ بيساره
- هذا ضياء العدل بدّد ظلمهم
- كالليل بدّده الضحى بمناره
- سعد أهلّ به و سعد جاءكم
- بالحق أبلج في سماء دياره
- فاستقبلوه كعهدكم و تخيّروا
- لجبينه العالي مضفّر غاره
- قالوا نفيت ! فهل نفى عنك الهوى
- طلم سقيت الأمس كأس عقاره
- لا تلح من كفروا بدعوتك التي
- وضحت و خلّ أذى المسيذ و داره
- آثامهم فزعت بخالقهم فدع
- لله حكم الله في كفّاره
- و الله لو لمسوا فؤادك لا نثنوا
- جزعين مما لامسوا من ناره
- و محا سناه ظلام أنفسهم وما
- حمّلن من ذل النّكوص و عاره
- الشّعب مثل البحر إن يغصب فما
- تقف السّدود الشمّ في تيّاره
- و رجاله الأبطال ، و يح رجاله
- لم يهدؤا و الظّلم في تهداره
- خاضوا الحتوف فما انثنت عزماتهم
- عن قاهر الوادي و عن جبّاره
- طلعوا على حصن الظّلام فزحزحوا
- أحجاره و مشوا إلى أغواره
- قذفوا به غضب السّرائر فانظروا
- للحصن يسقط في يدي ثوّاره
- أمسى روايات الجهاد خوافق
- حمر منشّرة على أسواره
المزيد...
العصور الأدبيه