الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي محمود طه >> خمرة الشاعر >>
قصائدعلي محمود طه
- ربّتي ، ربّة أشعا
- ري و حبّي و غنائي
- هي حوريّة غاب
- لم تبن للشعراء
- و عروس من بنات
- الجنّ لم تبد لرائي
- مثلها لم ير صيّا
- د على صفحة ماء
- فتنة الشّاعر في وحـ
- ـدته كلّ مساء
- غنّت الأحلام في غر
- فته لحن اللّقاء
- و سرت ترقص حوليـ
- ـه على خفق الهواء
- و رفيف السّحب و الأنـ
- ـجم و الشّهب الوضاء
- و لغيري لم تكن تخـ
- ـطر في هذا الرّواء
- لا و لم ترو كهذا الـ
- ـلحن في هذا الصّفاء
- و ليالي الصّيف منها
- كأمايسذ الشّتاء
- بتّ أسقيها و تسقيـ
- ـني على محض الوفاء
- خمرة ما قبّلت غيـ
- ـر شفاه الأنبياء
- خمرة غي الغيب كانت
- قطرات من ضياء
- ختمت بالشّفق الور
- ديّ في أصفى إناء
- جبلت فخّارتاه
- من صفاء و نقاء
- حدّثوا عنها و ما أحـ
- ـلى حديث النّدماء
- قال منهنّ واحد في
- غير زهو و ادّعاء
- هذه الخمرة كانت
- لملوك أتقياء
- عصروها من جنى الر
- بّات في فجر شتاء
- ثم آلت لغلام
- رائع جمّ الذكاء
- شره النّظرة عربيـ
- ـد شديد الغلواء
- عشق البحر و عاف الـ
- ـقصر مرفوع البناء
- و مضلا يضرب في الكو
- ن على غير اهتداء
- عاش كالقرصان يطوي
- كلّ بحر و فضاء
- بشراع صنعه إحـ
- ـدى أعاجيب الخفاء
- غزلا يملك بالشعـ
- ـر مقاليد النّساء
- كلمّا هام بأنثى
- أو صبا بعد اشتهاء
- و شكا الكأس إليه
- طول هجر و جفاء
- همّ أن يشرب فارتـ
- ـدّ فأغضى في حياء
- ضنّ بالقطرة منها
- و كذا شرع الولاء
- و مضى جيل و جيل
- و هو مشبوب الدّماء
- ضاربا في العاصف الثّا
- ئر و الرّيح الرّخاء
- و أتاه القدر السّا
- خر أو حكم القضاء
- فدعا الرّبات و استصـ
- ـرخ ، من فرط عياء
- فأتته ربّة الشعـ
- ـر على رغم الفناء
- و حباها سرّه الخا
- لد أو سرّ البقاء
- هامسا و النّور في نا
- ظره وشك انطفاء
- لك ماستودعت أو ما
- صنت في هذا الإناء
- لا تذودي عنه معشو
- قك يا بنت السّماء
- إنّه ملاح بحر
- ما له من نظراء
- فيه أحيا ، و به أنـ
- ـشر في البحر لوائي
- ***
- هذه خمرة أشعا
- ري و حبّي و غنائي
- في قصيد محدث أو
- في حديث القدماء
المزيد...
العصور الأدبيه