قصائدعدنان الصائغ



فصل.. في أول الغياب
عدنان الصائغ



  • غيابُكِ نافورةُ حرقة

  • وأنا الضاميءُ (لمْ تروني شفتاكِ) أجلسُ على حافةِ حوضِ السيراميك

  • أمام مبنى دار الفنون

  • أتابعُ قطراتِ الماءِ.. وهي تتصاعدُ بقوةٍ، كأسلاكٍ ذهبيةٍ لا متناهيةٍ، سرعانَ ما تنحني...

  • وتعاودُ السقوط ثانيةً:

  • غيماً من الرذاذِ المتناثر - كشعركِ الطويل –

  • على المارةِ

  • وقميصي..

  • وغيرةِ الفتياتِ

  • أو تنحدرُ دوائر، دوائر - كسنواتِ عمري -

  • تتفرقُ.. تتسعُ.. تتسعُ، وتضيعُ، في الزحمةِ

  • لا شيءَ على السطحِ

  • غير فقاقيعِ الذكرياتِ تلوّنها أضواءُ الطرقِ الشاحبةِ

  • يا سيدتي.. يا ذاتَ العينين الواسعتين

  • تعرفين كمْ من الكلماتِ ضاعتْ

  • وأعرفُ كمْ من السنواتِ ستضيعُ

  • لا أحدَ، يوقف هذا الضياعَ المستمرَّ.. الذي يسمونهُ - خطأً - أيامنا

  • لا أحدَ، يوقف هذين العقربين المتراكضين على ميناءِ عمري

  • وهما يقضمان في طريقهما كلَّ شيءٍ:

  • الشوارعَ، والكتبَ، وأمنياتي..

  • المطرَ، والرسائلَ..

  • الأصدقاءَ وإجازاتي القصيرةَ،

  • والمشاريعَ المؤجلةَ، والمطاعمَ..

  • إلاّ أنتِ..

  • يا أنتِ، يا غيابكِ نافورةُ ندمٍ وحرقة واشتهاء..

  • أينما تذهبين..

  • ستطاردكِ الذكرياتُ..

  • أقولُ لك:

  • ما الذي ستفعلين غداً؟

  • حينما تنبشين شوارعَ بغداد، حنيناً وغربةً وبكاءً

  • ولا تجدينني..

  • أقولُ لكِ:

  • ما الذي سأفعلهُ غداً

  • بأيامي..

  • حين لا أجدكِ..

  • *******



أعمال أخرى عدنان الصائغ



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟