الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبد الرحمن العشماوي >> غب يا هلال >>
قصائدعبد الرحمن العشماوي
- غِبْ يا هلالْ
- إنِّي أخاف عليك من قهر الرِّجالْ
- قِفْ من وراء الغيمِ
- لا تنشر ضياءَك فوْق أعناق التِّلالْ
- غِبْ يا هلالْ
- إني لأخشى أنْ يُصيبَكَ
- حين تلمحنا - الخَبَالْ
- أنا – يا هلالْ
- أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقتُ أسْرتنَا الكريمَةْ
- لي قصةٌ
- دمويَّةُ الأحداثِ باكيةٌ أليمة
- أنا – يا هلالْ
- أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ
- أنا مَنْ وُلِدْتُ
- وفي فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ
- شاهدتُ يوماً عنْدَ منزِلِنا كتيبَهْ
- في يومِها
- كانَ الظلامُ مكدَّساً
- مِنْ حول قريتنا الحبيبةْ
- في يومِها
- ساقَ الجنودُ أبي
- وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ
- وتَجَمَّعَتْ تِلْك الذِئَابُ الغُبْرُ
- فْي طلبِ الفريسَهْ
- ورأيتُ جندِّياً يحاصر جسم والدتي
- بنظرته المُريبَهْ
- مازلتُ أسْمع – يا هلال –
- ما زلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي
- وهي تسْتجدي العروبَهْ
- ما زلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ
- صانتْ به الشرَفَ العظيمْ
- مسكينةٌ أمِّي
- فقد ماتتْ
- وما عَلِمتْ بموْتتها العروبَهْ
- إنِّي لأَعجب يا هلالْ
- يترنَّح المذياعُ من طربٍ
- ويَنْتعِشُ القدحْ
- وتهيج موسيقى المَرحْ
- والمطربون يردِّدون على مسامعنا
- ترانيم الفرَحْ
- وبرامج التلفاز تعرضُ لوحةً للْتهنئَهْ
- ( عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ )
- والطفلُ في لبنانَ يجهل منْشَأهْ
- وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ
- والّلاجئونَ
- يصارعوْن الأوْبئَهْ
- غِبْ يا هلالْ
- قالوْا :
- ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ
- عيدٌ سعيدٌ ؟؟!
- والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةََ الثَّرى
- بدمِ الشَّهيدْ
- عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ
- هرمتْ خُطانا يا هلالْ
- ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ
- غِبْ يا هلالْ
- لا تأتِ بالعيد السعيدِ
- مع الأَنينْ
- أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ
- أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى
- وأثوابٍ جديدَهْ ؟
- أتظنُ أنّ العيد تَهنئةٌ
- تُسطَّر في جريدهْ
- غِبْ يا هلالْ
- واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ
- وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ
- اطلعْ علينا
- حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ
- ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ
- اطلع علينا بالشذى
- بالعز بالنصر المبينْ
- اطلع علينا بالتئام الشَّملِ
- بين المسلمينْ
- هذا هو العيد السعيدْ
- وسواهُ
- ليس لنا بِعيدْ
- غِبْ يا هلالْ
- حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ
- فهناكَ عيدٌ
- أيُّ عيدْ
- وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ
المزيد...
العصور الأدبيه