الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبد الرحمن العشماوي >> أنشودة الفجر >>
قصائدعبد الرحمن العشماوي
- الفجرُ والطلُّ ووادينا
- وما نرى من لهفةٍ فينا:
- أنشودةٌ تنسابُ في سمعنا
- فيملآ الدمع مآقينا
- تحملُنا عن بؤسنا والأسى
- إلى ابتساماتِ ليالينا
- إلى زمانٍ كان فيه الرضَّا
- يرقُصُ في ظلَّ أمانينا
- تُباركُ الشمسُ ترانيمها
- والبُلْبلُ الصدّاحُ يُشجينا
- شوقاً إلى روضتنا إنها
- تُسعدنا والبعدُ يُشقينا
- كانت روابيها على عهدنا
- ورداً وريحانًا ونسرينا
- ما بالُها قد أقفرت بعدنا
- وأصبحتْ بالشوكِ تؤذينا؟
- تبعثُ في أعماقنا لهفةً
- تظمئنا ، من حيثُ تَسقينا
- يا روضةً كنا على سفحها
- نلقى أمانينا تنادينا
- لا تحسبي أنّ الزمانَ الذي
- مرّ علينا ، سوفَ يُنسينا
- يا روضةً كنّا بها نلتقي
- نسكبُ في الوادي أغانينا
- لا نشتكي اليومَ سوى لوعةٍ
- كوّنها بُعدُكِ تكوينا
- لا نشتكي إلا صفاءاً غدا
- بشفَةِ الذكرى يناجينا
- تبدلتْ حالتنُنا ، أصبحتْ
- غربةُ هذا العصرِ تشقينا
- زماننا والناسُ في غفلةٍ
- قد ضيّعوا فيه الموازينا
- "ليلى" والتي أعرفها أصبحتْ
- ياضيعةَ الأحلامِ " كارينا"!
- وصاحبي أصبحَ – يا حسرتي_
- يتخذُ القدوةَ " لينينا"!
- الداءُ يا روضتّنا ليس في
- حبًّ به أصبحتُ مفتونا
- فالحبُّ في رحلتنا مركبٌ
- من سَطْوةِ الآلامِ يُنجينا
- وفي هجيرِ الصيفِ ظلٌّ لنا
- من قسوةِ الصحراءِ يحمينا
- الحبُّ يا روضتَنا منزلٌ
- عن نزواتِ الريحِ يؤوينا
- لولاه لم نسمعْ بذي لهفةٍ
- للموتِ لا يرضى به دُونا !
- يُقدَّم النفسَ على بابهِ
- يَشري بها خُلداً وتمكينا
- الدّاءُ- لوتدرينَ- في عالمٍ
- طوفانُه قد لفَظَ الدَّينا !
- الداءُ- في أنفسِنا، لم تزلْ
- ممدودةً للكفرِ أيدينا !
- عِفْنا زُلالَ الماءِ يا ويحنا
- واستعذبتْ أنفسُنا الطينا
- كيفَ نريدُ العزَّ في حاضرٍ
- ونحنُ نستنكرُ ماضينا ؟!
- إلى متى نبقى على حالنا
- نسيرُ في رَكْبِ أعادينا ؟!
- مُلهِمَةَ الشعرِ التي حولَها
- غرستُ أشواقي أفانينا
- لا تحملي الهمَّ ولا تجزعي
- فاللهُ يرعانا ويكفينا
- أقدارُنا ليس لنا حيلةٌ
- تنأى بنا حيناً وتُدنينا
المزيد...
العصور الأدبيه