الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبد الرحمن العشماوي >> ذات الوشاح >>
قصائدعبد الرحمن العشماوي
- أزهارُ الوادي,.
- تَبعَثُ عِطرَ شذاها
- ورحيق الطَّلِّ,.
- يُسَلسِلُ في الأغصانِ نَداها
- أهدابُ الشمس,.
- تُراقب خَيط رُؤاها
- ورُؤاها ترسمُ وجهَ هواها
- وهواها نارٌ,.
- تحرق مَن خَلفِ البابِ,.
- تُلَوِّحُ للشمس يَداها
- وأمام البابِ عيونٌ,.
- تُغمَضُ حين تَراها
- قامتُها تسمع وَقع خطاها وخطاها تسمع هَمسَ ثراها
- وثراها يُنشد لحن الخِصبِ,.
- ويهتف حين يراها
- من سرَّبَ في عينيها النومَ,.
- ومن أغمض جَفنَ الليلِ عليها,.
- مَن غطاها؟؟
- ولماذا قبل طلوع الفجر دَعاها؟؟
- وأباح لجيش الرُّعبِ حماها؟
- مَن أسكنَ فيها الرُّعبَ,.
- ومن أغواها؟؟
- ولماذا امتص رحيق براءتها,.
- ووراء جدار الحسرة ألقاها؟
- مَن أطفأ شمعة بسمتها,.
- ولماذا انقلبت شفتاها؟
- مَن مزَّق فضل عباءتها
- وبثوب الاغراء كساها؟
- من أحرق قمح بيادرها
- وبحب الحنظل غذَّاها؟
- ولماذا عكَّر منبعها
- وبكأس الأوهام سقاها؟
- ولماذا اغتال محاسنها
- بالصمت وعد خطاياها؟
- مَن تلك، وكيف تحدِّثنا
- عن أنثى نجهل فحواها؟
- ولماذا صِرتَ تلاحقنا
- بحكايا نجهل مغزاها؟
- عمن تسألنا، عن ليلى
- فلماذا تبعث ذكراها؟!
- ولماذا لا تسأل قيسا
- ليصور بعض سجاياها؟!
- وليقرع باب قبيلتها
- بالحب ليطلب لقياها
- عمن تسألنا، عن لُبنَى
- أو سُعدى او مَن والاها؟
- مهلا,.
- فسؤالي عن أخرى
- يخفق بالحب جناحاها
- حيرني وصف ملامحها
- والشعر بعالمها تاها
- عيناها,, كيف أصورها
- والأفق الحالم عيناها
- ربطت بالسحر ضفائرها
- وعليه تلاقى جفناها
- فكأن البدر استنسخها
- وكأن الحسن تبناها
- أسألكم عن ذات وشاحٍ
- صبحها الرعب ومساها
- تشكو والليل يلاحقها
- يدفن في الظلمة شكواها
- وأبوها يفتل شاربه
- يغمض عينيه ويتباهى
- وأخوها الأكبر يتغنى
- في بلد الغربة بسواها
- وأخوها الأوسط يتلهى
- بنوادي الليل ويغشاها
- وأخوها الأصغر يتلقى
- زيف القنوات وطغواها
- أما أبناء عمومتها
- فقلوب تطفو بهواها
- أسألكم عن أجمل انثى
- رُفِعَت للخالق كفاها
- شجر الزيتون موائدها
- والتين المثمر حلواها
- تضحك للشمس مآذنها
- والبدر يتوق لنجواها
- اسألكم عن ذات وشاحٍ
- تمسك بالجمرة يُمناها
- أنتم أخلفتم موعدها
- ونقضتم بالذل عُراها
- اسأل عن أجمل فاتنة
- صوبها الغدر وأدماها
- تشهد بالجرح مآذنها
- ويحدِّث عنها أقصاها
- والمسرى يسمع صرختها
- ويكاد إلينا ينعاها
- لو كان لها عين تبكي
- لاجتاحت بالدمع رباها
- عاشقة أسرف عاشقها
- في الهجر، فمن يتولاها؟؟
المزيد...
العصور الأدبيه