الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبد الرحمن العشماوي >> الكلبة الراحلة >>
قصائدعبد الرحمن العشماوي
- نعزيك في الكلبة الرَّاحلة
- عزاءُ تُسَرُّ به العائلَهْ
- نعزيك في كلبةٍ ودَّعت
- وغابت عن الأعين الذاهلَهْ
- نعزيك فيها وقد فارقت
- حياة، برحمتكم حافلَهْ
- برحمتكم؟! أينَ؟ لا تعذلوا
- سؤالاً، ولا تعذلوا سائلَهْ
- لقد فارقت داركم، لم تعد
- هنالك خارجة داخلَهْ
- فقدتم عزيزاً بفقدانها
- فكفكف دموع الأسى الهاطلَهْ
- نعزِّيك في حُسْنِ هندامها
- وفي شعر"قَصَّتها" المائلَهْ
- نعزِّيك في لون أنيابها
- وفرشاة" أسنانها الناحلَهْ
- وفي أذنيها وفي ذيلها
- وضحكة أشداقها الهائلَهْ
- نعزِّيك في مربض دافئٍ
- إذا ربضت ساعة القائلَهْ
- نعزِّيك في جنبها، لم تعد
- تحك به أرجل الطاولَهْ
- تُعزيك أشلاء أطفالنا
- وجدران أوطاننا الفاصلَهْ
- تُعزيك أم رأت ابنها
- قتيلاً، ودوحتها ذابلَهْ
- تُعزِّيك غزة لم تنشغل
- بأخلاق غاصبها السافلَهْ
- يُعزِّيك طفل العراق الذي
- تشَّرد في أرضه القاحلَهْ
- يُعزِّيك ماء الفرات الذي
- رأى قسوة الضربة القاتلَهْ
- رأى القاذفات التي أرسلت
- إلى الناس غازاتها السائلَهْ
- رأى الطائرات التي أسرفت
- غدوًّا، رواحًا إلى الحاملَهْ
- رأى الناقلات التي لم تزل
- تُلاحقُ ناقلة ناقلَهْ
- تُعزِّيك أقفاص أسرى الردى
- ببرقية بُعثت عاجلَة
- نعزِّيك فيمن فُجعتم بها
- وكانت بنعمائكم رافلَهْ
- فراق "سُبوت" لأحبابها
- فراق تجلَّت به النازلَهْ
- فكم زفرة بعدها صُعَّدت
- وكم دمعة بعدها هاملَهْ
- كريمة أصلٍ فأخوالها
- سُلالة إنجلترا الباسلَهْ
- و"ميلي"هي الأم جاءت بها
- لتصبح مشغولة شاغلَهْ
- وأمَّا أبوها وأعمامها
- فيُنمَونَ للأسر الخاملهْ
- ولا ضير فالأم أولى بمن
- تكون بآبائها جاهلَهْ
- نعزِّيك فاصبر على فقدها
- فدنيا الورى كلها زائلَهْ
- فإن العزاء لكم واجب
- وإن العزاء لنا نافلَهْ
- أتأذن بعد العزاء الذي
- نظرنا به نظرة عادلَهْ؟
- أتأذن لي بالسؤال الذي
- تردده الأنفس الجافلَهْ؟
- سؤال المساكين في عالمٍ
- تداعت أساطيله الصائلَهْ:
- أيمكن أن يجدوا لفتة
- من العطف كالكلبة الراحلَهْ؟
المزيد...
العصور الأدبيه