الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبدالله البردوني >> غريبان .. وكانا هما البلد >>
قصائدعبدالله البردوني
- من ذلك الوجه …؟ يبدو أنه (جندي)
- لا … بل (يريمي) سأدعو ، جدّ مبتعد
- أظنّه (مكرد القاضي) كقامته
- لا .. بل (مثنى الرادعي) (مرشد الصّيّدي)
- لعلّه (دبعيّ ) أصل والده
- من (يافع) أمّه من سورة المسد
- عرفته يمينا في تلفّته
- خوف … وعيناه تاريخ من الرمد
- من خضرة القات في عينيه أسئلة
- صفر تبوح كعود نصف متّقد
- رأيت نخل (المكلا) في ملامحه
- شمّيت عنب (الحشا) في جيده الغيد
- من أين يا بني ؟ ولا يرنو وأسأله
- أدنو قليلا : صباح الخير يا والدي
- ضمّيته ملء صدري … أنّه وطني
- يبقى اشتياقي … وذوبي الآن يا كبدي
- ***
- ***
- يسعد صباحك يا عمّي أتعرفني ؟
- فيك اعتنقت أنا قبّلت منك يدي
- لاقيت فيك (بكيلا) (حاشدا) (عدنا)
- ما كنت أحلم أن ألقى هنا بلدي
- رأيت فيك بلادي كلّها اجتمعت
- كيف التقى التسعة المليون في جسد
- ***
- ***
- عرفت من أنت يا عمّي ، تلال (بنا)
- (عيبان) أثقله غاب من البرد
- (شمسان) تنسى الثريّا فوق لحيته
- فاها وينسى ضحى رجليه في الزبد
- (بينون) عريان يمشي ما عليه سوى قميصه المرمريّ البارد الأبدي
- صخر من السدّ يجتاز المحيط إلى
- ثان ينادي صداه : من رأى عمدي؟
- ***
- ***
- ما اسم ابن أمي ؟ (سعيد) في (تبوك) وفي
- (سيلان) (يحيى) ، وفي (غانا) (أبو سند)
- ***
- ***
- وأنت يا عمّ ؟ في (نيجيريا)(حسن)
- وفي (الملاوي) دعّوتي (ناصر العنّدي)
- ***
- ***
- سافرت في سنة (الرامي) هربت على
- عمّي غداه قبرنا (ناجي الأسدي)
- من بعد عامين من أخبار قتل أبي
- خلف (اللّحيّة) في جيش بلا عدد
- أيام صاحوا : قوى (الإدريسي) احتشدت
- وقابلوها : بجيش غير محتشد
- ***
- ***
- رحلت في تلك التاريخ أذكره
- كأنها ساعة يا (سعد) لم تزد
- صياح قالوا : (سعود؟) قبل خطبتها
- حبلى . و(حيكان) لم يحبل ولم يلد
- و(الدوحيّة) تهمي في مراتعنا
- أغاني العار والأشواق والحسد
- ودّعت أغنامي العشرين (محصنة)
- حتى أعود … وحتى اليوم لم أعد
- ***
- ***
- من مات يا ابني ؟ من الباقي ؟ أتسألني !
- فصول مأساتنا الطولى بلا عدد
- ماذا جرى في السنين الست من سفري ؟
- أخشى وقوع الذي ما دار في خلدي
- مارست يا عمّ حرب السبع متقدا
- تقودني فطنة أغنى من الوتد
- كانت بلا أرجل تمشي بلا نظر
- كان القتال بلا داع سوى المدد
- ***
- ***
- وكيف كنتم تنوحون الرجال ؟ بلا
- نوح نموت كما نحيا بلا رشد
- فوج يموت وننساه بأربعة
- فلم يعد أحد يبكي على أحد
- وفوق ذلك ألقى ألف مرتزق
- في اليوم يسألني … ما لون معتقدي
- بلا اعتقاد … وهم مثلي بلا هدف
- يا عمّ … ما أرخص الإنسان في بلدي
- والآن يا ابني ؟ . جواب لا حدود له اليوم أدجي لكي يخضرّ وجه غدي
المزيد...
العصور الأدبيه