الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> شاكر لعيبي >> وداعاً يا وحيد القرن >>
قصائدشاكر لعيبي
وداعاً يا وحيد القرن
شاكر لعيبي
- أغنية إلى نهاية القرن العشرين
- وداعاً أيها الحصان المعدني، وأهلاً يا غزالة الأثير..
- لكم قطّعتَ أنفاسنا بقفزاتكَ المثيرة في الحلبة المئوية،
- لكم فَجَعَتْنا نظراتُ عينيكَ الساهمتين في الكواكب،
- لكم آلمتْ رفساتكَ أكباد أمهاتنا. أخواتنا ينظرن الى ذلك الشيء الخارج من بين قدميكَ الخلفيتين،
- آباؤنا يتطلعون إلى صهوتكَ المزركشة بالمصابيح
- أيها الحصان الحصان الذي تعلم الطيران في درب التبّانة والذي يفجع تحليقه حمائم الكنائس
- الجموح المنمسخ الى وحيد قرن هجم على دواجننا وكلابنا وغرف القصب التي ابتناها أجدادنا،
- أيها الأدرد وداعاً،
- وداعاً أيها البهلول الخارج مبلولاً في عواصف الكهرباء،
- في فوحانات الغازات السامة،
- في أنواء المغناطيس المتثائبة بين السلالم الضوئية،
- في المركبات الدائخة قرب النجوم،
- بين الذرات والزهور السامة،
- أيها المتقلب في قوارير المختبر الذي طالما اختبر أرواحنا،
- أيها الناهض من اندثار الغابات وانقراض الجوارح،
- أيها الأخضر النائم في رائحة الدولار،
- يا مَبْكى القرون على الحائط الآيل للسقوط لكن الشاخص حتى اللحظة مبرقشاً بذرق الطيور ومحاولات اللبلاب.
- أيها (الحبّاب) العارج عرضاً الى شارع الداعرات العجائز
- وداعاً يا مُذلّ الكواسر ومروّض الأفلاك وكاسر قلوب الشعوب،
- أيها التلميذ النجيب في مدرسة العاطلين عن العمل منتجي القيمة وفائضها،
- أيها العاض بظر إمه في صعود الرايخ وفي سقوط القدس،
- أيها البطل الباكي قدام أغنيات الامريكان اللاتينيين الخاسرين ،
- والماشي في ترنُّحات ثمل الشيوعية،
- يا مُقٍّسم حبة الحنطة ومُغْرق البُن،
- يا حارق الغابة الإستوائية والقاسم بالقسطاس حدود القارات،
- يا فلذة طفرت من أكباد الشهداء بين الحربين،
- يا مُبذّر قروش الأيتام،
- يا باذر الأمراض الجنسية في الحديقة الآسيوية،
- يا مخترع السياحة على بشرة النحاس.
- أيها المندهش من سماكة عمائم الشيعة،
- أيها المختفي في القمقم الذري،
- لا حدود لك،
- لقد اخترتَ الخروج عن حدود كُرَتِنا،
- لا تخوم لبسالتكَ ونذالتكَ كليهما،
- لعظمتكَ وسفالتكَ النائمتين في غرفة واحدة.
- شجرتك تتحجر وعصافيرها تتعرى من ريشها،
- لا حدود لعدالتكَ وظلمكَ المتزوجين منذ الأزل لكن المخرِّفين في نهاية العمر.
- عمركَ..أنت المشتعل بين الألوان والأشكال عسيرة الولادة،
- بين النغمات والرقصات المنفلتة من مداراتها،
- الأعظم أنت في الأغنية اليائسة،
- الجمال الأكبر المتكبر يوما بعد آخر.
- أنت جناحا الفراشة التي تأبدت في الحديد.
- أنت الطارق الذي خضَّ أبواب العصور.
- صدرك مُعرَّى وظهرك مخرومٌ بالرصاص.
- يا مكتشف الزهرة البلاستيكية والأوزة الجصية،
- أيها النائم في كهوف اللاوعي،
- السابح في بحيرات الوعي البشري حيث لتحويم الهوام طنين عالٍ..
- ماذا سأقول أنا ابنك البار الفاني…
- وداعاً يا وحيد القرن.
المزيد...
العصور الأدبيه