الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سيف الرحبي >> قصيدة حب إلى " مطرح " >>
قصائدسيف الرحبي
قصيدة حب إلى " مطرح "
سيف الرحبي
- حاول أن يعصر عظامه في قصيدةٍ
- حاول أن يدفع لياليه الموحشة إلى المقصلة.
- لا يمكنه النوم لا يمكنه الكتابة
- لا يمكنه اليقظة.
- أشباحه تتقدّم إلى الغرفة و
- تتمدد على السريرٍ.
- صقور ترعى في عينيه بمسرةٍ
- قرية بكاملها ترتجف في أحشائه
- وجد نفسه جنديا في حروب لا علاقة له بها
- وجد نفسه مايسترو لجيش من المتسكعين.
- وربما لم يجد شيئاً، عدا رماد ايامه
- المقبلة
- وحين أيقن أن لا فائدة حمل بندقيته
- وبرصاصةٍ واحدة ٍ سقط الفضاء
- صريعا في الغابة.
- شحين تمددت لأول مرة على شاطئك
- الذي يشبه قلبا، نبضاته منارات
- ترعى قطعانَها في جبالك الممتدة
- عبر البحر.
- أطلقُ بين مقلتيك منجنيق طفولتي
- وأصطاد نورساً تائها في زعيق
- السُفن.
- نجومك أميرات الفراغ
- وفي ليل عُربك الغريب تضيئين
- الشموع لضحاياك كي تنيري
- طريقهم للهاوية.
- أبعثر طيورك البحرية لأظل
- وحيداً. أصغي إلى
- طفولة نبضك المنبثق من
- ضفاف مجهولة،
- تمزق عواصفها أشرعة
- المراكب
- كم من القراصنة سفحوا أمجادهم
- على شواطئك
- المكتظة بنزيف الغربان
- كم من التجار والغزاة
- عبروك في الحلم
- كم من الأطفال منحوك جنونهم
- مثل ليلة بهيجةٍ
- لعيد ميلاد غامض؟
- القرويون أتوك من قراهم،
- حاملين معهم صيفاً من الذكريات.
- مطرح الأعياد القزحيّة البسيطة
- والأمنيات المخمرة في الجرار،
- الدنيا ذهبت بنا بعيداً
- وأنت ما زلت تتسلقين أسوارك القديمة.
- وما بين الطاحونة و((المثعابْ)).
- يتقيأ الحطابون صباحات كاملة،
- صباحات يطويها النسيانُ سريعاً.
- هذه القلاع بقيت هكذا تحاورُ
- أشباحاً في مخيّلة طفل، حيث
- بناتُ آوى يتجولْن جريحاتٍ
- بين ظلالها كموت مُحتمل
- وحيث كنا نرى عبر مسافة قصيرةٍ
- ثعباناً يخْتن جبلا في مغارة
- لم أنسك بعد كل رحلاتي اللعينة
- لم أنس صياديك وبرصاك النائمين
- بين الأشجار.
- حين تمددت لأول مرةٍ
- كان البحر يشبه أيقونةً
- في كف عفريت
- لأنه كان بحرا حقيقياً يسرح زبده
- في هضاب نساء يحلُمن بالرحيل
- حين تمددتُ لأول مرةٍ
- لم أكن اعرف شيئاً عدا
- ارتجافة عصفورٍ
- في خصرك
- الصغير
- ليلة أخرى
- سأنام وأترك كل شيء للريح
- النابحة أمام بابي
- سأترك القلم والسجائر والمنفضة
- الملأى بفيالق المغول وهم
- يغتصبون السبايا في
- مدن الذاكرة
- سأنام وأترك كل شيء للريح
- والمطر الراعدُ وهو يقْرعُ نافذتي
- طوال الليل ويتسلل إلى نومي
- مثل كابوسٍ هائجٍ أو رحمةٍ إلهيةٍ.
المزيد...
العصور الأدبيه