الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> تركي عامر >> ليلى في العرااق مريضة >>
قصائدتركي عامر
ليلى في العرااق مريضة
تركي عامر
- ماذا سنكتبُ يا هناكَ ويا هُنا؟ * يتساءلُ التّاريخُ والجغرافِيا اغْتُصِبَتْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرَى
- ماذا سنكتبُ؟ مَن سيقرأُ ما سنكتبُ؟ مَن سيسمعُ ما نقولُ؟ ومَن
- سيبصرُ ما سيجري مِن دَمٍ؟ * أنقولُ هولاكو على الحدودِ تمنَّعي
- بغدادُ؟ * كيفَ نقولُها؟ * بغدادُ يا صحراءُ تُحرقُ مرّةً أخرى * ولا أحدٌ هناكَ ولا هنا أحدٌ يُرَى
- هل غادرَ التّاريخُ مِن سَبَأٍ إلى شَرَمٍ مرورًا بالسّقيفةِ؟ * هل سَرَى؟
- هل مَلَّنا التّاريخُ؟ * هل ضاقَتْ بنا الصّحراءُ ذَرْعًا؟ * هل سيسقطُ دمعُنا؟ * هل عافَنا اللّيلُ الطّويلُ؟ * وهل سيصمدُ شمعُنا؟ * ماذا سأكتبُ يا فَمِي؟ * و"مُظَفَّرُ النُّوَّابِ" يصرخُ في دَمِي *
- قَرعُوا طبولَ الحربِ * جاءُوا مِن وراءِ البحرِ * والصّحراءُ فرشتُهُمْ * وورشتُهُمْ عراقُ وما تبقّى مِن أثاثِ الرّوحِ في صحرائِنا * هيَ حلقةٌ أخرى ليكتملَ المسلسلُ؟ * هكذا الجمهورُ يبغي؟ * مُخرجٌ
- عَرَبٌ بلا عَرَبٍ * ويجتمعُونَ يجتمعُونَ * مؤتمرٌ على ورقٍ * ولا شيءٌ يردُّ الرّوحَ * خارطةٌ على قلقٍ * ولا شيءٌ يصدُّ الرّيحَ * يا قِمَمًا بلا قِمَمٍ بلا ذِمَمٍ بلا هِمَمٍ بلا شَمَمٍ يُرَى
- مِن قمّةٍ لقُمَيْمَةٍ والعجزُ عاهلُكُمْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
- مِن قمّةٍ لقُمَيْمَةٍ والعرشُ هاجسُكُمْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
- وتلاسُنٌ ما بينَ نرجستَيْنِ يخرسُ شاشةً شَوْهَى * ويخرجُ شارعًا عَن طَوْرِهِ * وعواصمُ الثّلجِ البعيدةُ حرّةً يتشكّلُ التّاريخُ مِن تاريخِها *
- مِن قمّةٍ لِقُمَيْمَةٍ هيَ قمّةٌ أخرى * على عَجَلٍ تُعَايِنُ جرحَنا * والملحُ يأكلُه بلا ملحٍ * ولا هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
- هيَ قمّةٌ أخرى * بلا خجلٍ تُفَلْفِشُ روحَنا * والرّيحُ تذرُوها بلا هدفٍ بلا سقفٍ يُرَى
- لا ضَوْءَ في نفقٍ يُهَدِّئُ روعَنا * لا شيءَ في أفُقٍ يُطَمْئِنُ نوعَنا * لا صوتَ يُسْمَعُ غيرَ لا للحربِ لا للحربِ * "ليلى في العراقِ مريضةٌ"؟ * هيَ وحدَها في هذهِ الصّحراءِ تصرخُ لا لأمريكا * وتصرخُ
المزيد...
العصور الأدبيه