الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> تركي عامر >> سيدة المرايا >>
قصائدتركي عامر
- صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
- دَفَنَّا ليلةً أخرى ويُفتَتَحُ النّهارُ
- نهارٌ مثلُ أمسٍ لا جديدٌ تحتَ شمسٍ فعلَ مجدٍ ماضيًا يبني على ضمِّ لتورقَ من هُنا واو الجماعةِ دونَ غمٍّ في سماءِ الآنَ رايَهْ
- نهارٌ مثلُ أمسٍ لا قديمٌ تحتَ رَمْسٍ يرفعُ الفعلَ المضارعَ سالمًا من بينِ أنقاضٍ وأغراضٍ وأمراضٍ وأعراضٍ تعشّقَها الغبارُ
- نهارٌ منهَكَ الأعضاءِ يحتلُّ الهُنا ومُجَعْلَكَ الإمضاءِ يستلُّ الأنَا لا راغبًا أو راهبًا يغشى الصّحارى
- ليدفعَ فاعلَ الفعلِ المضارعِ كي يصارعَ في الشّوارعِ مُرَّ موتٍ لا يُوارى
- يقارعَ في المجامعِ صخرَ صمتٍ لا يُجارى
- صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
- بلا ديكٍ على وتدٍ يبيضُ بلا مخاضٍ من هنا فكرَهْ
- دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
- نهارُ واقفٌ مثلَ الحمامِ بمكَّةٍ منذ السّقيفةِ تحتَ سقفٍ حاملاً حبلَ الغسيلِ غمامةً حُبلى بحبرٍ لا يزالُ يسيلُ إنشاءً مُنَشَّى في تماثيلٍ متوَّجةٍ لتكتملَ الرّوايَهْ
- صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
- بلا بيتٍ يؤبِّنُ جثّةَ الذّكرى
- دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
- بلا ليلٍ ولا خيلٍ ولا بيداءَ تعرفُنا بلا سيفٍ ولا رمحٍ ولا قلمٍ وقرطاسٍ تُعَرِّفُنا لتعرفَنا ليالِينا ويرفعَنا النّهارُ
- إلى صِفْرٍ بلا صدأٍ جديدٍ يبتدي منهُ القطارُ
- صلاةَ الخطوةِ الأولى لتُغْتَفَرَ الخطايا
- إلى أُفُقٍ بلا طيرٍ حديدٍ تبتدي منهُ الدّيارُ
- حياةَ الجنّةِ الجَذْلَى لتلتئمَ الشّظايا
- صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
- بلا موتٍ يشرّفُ شجْرةً حُرَّهْ
- دَفنّا ليلةً أخرى
- وراءَ الظَّهرِ لا حَدْبٌ ولا نَدْبٌ يعدِّدُ أو يندِّدُ لا انهيارُ
- على قبرٍ طريٍّ لا انبهارُ
- بأسئلةٍ معلَّبةٍ بأمثلةٍ مُخَلَّبَةٍ تفسّرُها مراراتُ المرايا
- كلامًا لا يقولُ ولا يقوِّلُنا يؤوِّلُنا وتنتحرُ الحكايَهْ
- صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
- بلا كفنٍ يُلَفْلِفُ عورةَ الصّحرَا
- دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
- بأوراقٍ من التِّينِ المُدَرَّبِ والمُجَرَّبِ مذ رأَتْ حَوَّاءُ ثعبانَ الغوايَهْ
- طَوينا صفحةً أخرى ويشتدُّ الحصارُ
- وما في الأرضِ شاهدةٌ تقيمُ على ضفافِ الجرحِ منذ قدومِ أيّارٍ ليسرقَ حبرَ دفترِنا ويتركَنا أمامَ الرّيحِ أوراقًا عرايا
- تُلَمْلِمُنا تعاويذٌ من الصّحرا مُلَمْلَمَةٌ على نَوْلٍ من الذّكرى مُنَمْنَمَةٌ على عَجَلٍ مُتَمْتَمَةٌ ونائمةٌ بلا خجلٍ ولا وجلٍ تمائمَ بينَ أحلامِ الصّبايا
- تُلَمْلِمُنا خرافاتٌ ملفّقَةٌ أساطيرٌ معلّقةٌ على جدرانِ ذاكرةٍ يُضَلِّلُها إطارٌ لا يُظَلِّلُهُ إطارُ
- تُلَمْلِمُنا تعازيمٌ رُقًى ضدَّ العيونِ الزُّرقِ أَدْعِيَةٌ لغيمِ النّسل أَضْحِيَةٌ لأَضْرِحَةٍ بلا لونٍ تحاصرُها تَهاليلٌ مواويلٌ على لَيْلَى بأوزانٍ تدجِّنُ قملَ قافيةٍ وينسدلُ الخمارُ
- تُلَمْلِمُنا سلالاتٌ من الأعشابِ عابثةٌ غُلالاتٌ من الألقابِ لابثةٌ وتتّسعُ الحكايَهْ
- تُلَمْلِمُنا دراويشٌ مُكَرَّمَةٌ بلا فقرٍ دشاديشٌ مُقَلَّمَةٌ بلا حِبْرٍ سراويلٌ مهرولةٌ إلى تفّاحةِ المَثْنَى تراتيلٌ مُجَلْجِلَةٌ بلا معنى أراغيلٌ وقرقرةٌ أناشيدٌ وثرثرةٌ أباريقٌ وأبْخِرَةٌ تس
- تخدِّرُنا سطورٌ من بَخُورٍ فوقَ جمرٍ دونَ تمرٍ في تكايا
- ويخنقُنا البُخَارُ
- صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
- وراءَ السّطرِ غاربةً وهاربةً من الفجرِ المُغَرَّبِ والمُهَرَّبِ عن تفاصيلِ الرّوايَهْ
- دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
- نهارٌ مثلُ آلافِ النّهاراتِ الّتي مرَّتْ بلا لونٍ ولا طَعْمٍ ورائحةٍ مُنَقَّحَةٍ ولا ريحٍ لأشرعةٍ مُلَوَّعَةٍ ولا موجٍ يُوقِّعُهُ القرارُ
- صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
- صباحٌ يا نبيذَ الرُّوحِ من عَطَشٍ تعتّقَ في زوايا تُواريها زوايا
- تحمِّلُها خطايا
- ويزدادُ البهارُ
- أتيتُكِ حاملاً في القلبِ إعصارًا على عصرٍ خَبَتْ في نارِهِ النّارُ
- ضجيجُ الصّمتِ يحملُني على قَلَقٍ بلا ريحٍ تُحَمِّلُهُ بلا ذنْبٍ مُسَوَّدَةَ البدايَهْ
- ضجيجُ الصّمتِ يحملُني على ريحٍ بلا قَلَقٍ ومن أقصى أقاصي الرُّوحِ يُفضيني إلى فوضى أقاصيكِ الشّهيدَه
- أراكِ ولا أراكِ تنظّفينَ نوافذَ الرُّوحِ الشّريدَهْ
- أراكِ ولا أراكِ ترتّبينَ حبيبَتي فوضَى الحكايَهْ
- طرقْتِ الحبَّ يحدُو القلبَ شبّاكٌ على أفُقٍ ويُفْتَتَحُ الحوارُ
- بعكسِ الرّيحِ رغمَ اللّيلِ ساريةً وعاريةً خرجْتِ على سراطٍ مستطيلٍ فاستباحَتْكِ الشِّفارٌُ
- وفوقَ الشّوكِ فوقَ الجمرِ حافيةً وغافيةً مَشَيْتِ إلى ينابيعِ الصّباحِ لتشربي نَخْبَ البدايَهْ
- تحدَّيْتِ القبائلَ والقنابلَ والقوافلَ والمحافلَ كلَّها هبطَتْ سماءُ السّقفِ وانْخَبَطَتْ إِمَاءُ العُرْفِ فارتفعَ الجدارُ المُرُّ وانهلعَ النّهارُ
- تحدّيْتِ المنابرَ والمحابرَ والمعابرَ والمقابرَ دونَ خوفٍ من محاذيرِ الوصايَهْ
- تحدَّيْتِ النّواميسَ القديمةَ والجواميسَ المقيمةَ دونَما كَلأٍ وماءٍ والوساويسَ العقيمةَ والقواميسَ الّتي كانَتْ تلعثمُنا فطالعَكِ التَّتَارُ
- طنينُ عيونِهِمْ حقدٌ على حُبٍّ تَسَرْبَلَ يا حبيبةُ في سريرِ الحُلْمِ مريولَ الوشايَهْ
- فحيحُ قلوبِهِمْ حقدٌ على فرحٍ تعمّد في عصيرِ الشّمسِ أمرًا بعدَ خمرٍ تُسْتَدارُ
- صليلُ سيوفِهِمْ حقدٌ على حبرٍ يرمِّمُ ما تبقّى من أثاثِ الرُّوحِ في كوخِ الرِّوايَهْ
- سَكَتِّ حبيبَتي من تحتِ ذيَّاكَ اللّحافِ تثاقلَتْ بالدّمعِ أنهارٌ وأغوارٌ وأغمارٌ وأعمارٌ وعارٌ مستعارُ
- سَمِعْتُكِ تشهقينَ بلهجةٍ ثَكْلَى أيَا وجعَ البدايةِ كيفَ تبتدِئُ النّهايَهْ
- وَضَعْنا نقطةً في آخِرِ السّطرِ الأخيرِ كآيةٍ تُتْلَى أضَعْناها كإِبرةِ فتنةٍ في تِبْنِ توبتِنا تقدَّسَ في حظيرتِنا الخُوارُ
- وَضَعْنا نقطةً أخرى أضَعْناها كصُورةِ نرجسٍ في بئرِ شهوتِنا مَضَغْناها كتفّاحِ الغوايَهْ
- وما زالَ الدُّوارُ
- يدورُ بنا على الدّنيا بلا قلمٍ يُحَزِّزُ فوقَ صفحتِنا وصَفْنَتِنا دوائرَ لا تُرَى فتثاءَبَ الفرجارُ وانْفَرَجَتْ زوايانا على كلِّ الزّوايا
- بلا عَلَمٍ يرفرفُ فوقَ خيمتِنا وخيبتِنا لتنفرجَ الدّيارُ
- بلا خبرٍ يقينٍ عندَ هاتيكَ الجُهَيْنَةِ من جنوبِ الرُّوحِ يَسري صَوْبَ معراجِ الهدايَهْ
- بلا برقٍ بلا رعدٍ بلا ريحٍ بلا مطرٍ لتغتسلَ البحارُ
- وتَمْشُطَ موجةٌ عطشَى شواطئَ حُلْمِنا فجرًا ويرتاحَ الفنارُ
- أراكِ ولا أراكِ حبيبَتي في بحرِ ليلِي نقطةً حُبْلَى أتَيْتُكِ حاملاً من زَنْجَبِيلِ الرُّوحِ معجزةً لينطلقَ الجَنينُ جهيزةً قطعَتْ أقاويلَ البغايا
- لجسمِكِ من حريرِ الرُّوحِ ها أنَذا أفصِّلُ ثوبَ ملحمةٍ ويَسْتَعِرُ الأوارُ
- وعَرْشُ اللّيلِ ينسفُه النّهارُ
- صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
- دَفَنَّا ليلةً أخرى ويُفتَتَحُ النّهارُ
المزيد...
العصور الأدبيه