الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بشارة الخوري (الأخطل الصغير ) >> المسلول >>
قصائدبشارة الخوري (الأخطل الصغير )
- سَنَةٌ مَضَتْ ، فإذا خرجتَ إلى
- ذاكَ الطريقِ بِظاهرِالبَلَدِ
- وَلَفَتَّ وَجْهَكَ يَمْنَةً ، فترى
- وجهاً مَتى تَذكُرْهُ تَرْتَعِدِ :
- هذا الفتى في الأمسِ ، صارَ لى
- َجُلِ هَزيل الجِسْمِ مُنجَرِدِ
- مُتَلَجلِجِ الألفاظِ مُضطربٍ ،
- متواصلِ الأنفاس مُطَّرِدِ
- مُتَجَعِّدِ الخدينِ مِنْ سَرَفٍ
- متكَسِّرِ الجفنين مِنْ سُهُدِ
- يبدو من الوجَنَاتِ في خَدَدِ
- تَهْتَزُّ أنْمُلُهُ ، فتَحْسَبُها
- َرَقَ الخَريفِ أُصِيبَ بالبَرَدِ
- وَيَكادُ يَحْمِلُهُ ، لِما تَرَكتْ
- مِنْهُ الصَبَابَةُ ، مِخْلَبُ الصُّرَدِ
- يمشي بعلَّتِهِ على مَهَلٍ ،
- فَكَأنَّهُ يمشي عَلى قَصَدِ
- وَيَمُجُّ أحياناً دَماً ، فعلى
- مِنْديلِهِ قِطَعٌ من الكَبِدِ
- قِطَعٌ تآبينٌ مُفَجَّعَةٌ
- مَكْتُوبَةٌ بِدَمٍ بِغيرِ يدِ
- قِطَعٌ تقولُ لَهُ : تموتُ غداً
- وإذا ترقً ، تقولُ ك بعدَ غَدِ..
- والموتُ أرحمُ زائرٍ لِفَتىً
- مُتَزَمِّلِ بالداءِ مُغْتَمِدِ
- قدْ كان مُنتحِراً ، لو أن لهُ
- شِبْهَ القِوَى في جسمهِ الخَضِدِ
- لَكِنَّهُ ، والداءُ يَنْهَشُهُ ،
- كالشلوِ بين مخالب الأسدِ..
- جَلْدٌ عَلى الآلامِ ، يُنْجِدُهُ
- طَلَلُ الشبابِ وَدارِسُ الصِّيَدِ..
- أينَ التي عَلِقتْ بِه غُصناً
- حُلْوَ المَجانِي ناضِرَ المَلَدِ
- أين التي كانت تقولُ لهُ
- ضعْ رأسَكَ الواهي على كبدي ؟! ..
- هذا قَتِيلُ هَوًى ببنتِ هوًى
- هذا قَتِيلُ هَوًى ببنتِ هوًى
- هذا قَتِيلُ هَوًى ببنتِ هوًى
- فإذا مَرَرْتَ بِأُخْتِها فَحِدِ
- مَاتَ الشَّقيُّ بِها وَقَدْ سَلِمتْ
- يَا لَلْقَتيلِ قَضى بلا قَوَدِ
- مَاتَ الفتى ، فأقيم في جَدَثٍ
- مُسْتَوْحِشٍ الأرجاءِ مُنْفَرِدِ
- مُتَجَلِّلٍ بالفقرِ ، مؤتَزِرٍ
- بالنبْتِ مِن مُتَيَبِّسِ وَنَدِي
- وَتَزُورُهُ حِيناً ، فَتُؤْنِسُهُ
- بَعضُ الطيورِ بِصوتها الغَرِدِ
- كَتَبُوا على حُجُراتِهِ بِدَمٍ
- سَطراً بهِ عِظةٌ لِذِي رَشَدِ :
- هذا قَتِيلُ هَوًى ببنتِ هوًى
- فإذا مَرَرْتَ بِأُخْتِها فَحِدِ
المزيد...
العصور الأدبيه