الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدوي الجبل >> كافور >>
قصائدبدوي الجبل
- كافور قد جنّ الزّمان و إليك آل الصولجان
- خجل السّرير من الدّعيّ و كاد يبكي الأرجوان
- أين الأهلّة و الكواكب و الشوامح و الرّعان ؟
- الهاشميّون انطووا و أميّة كانوا فبانوا
- كافور جمّع حول عرشك كلّ من حقدوا و هانوا
- مجد البغيّ تعاف بهرجه المخدّرة الرزان
- حرّك دماك فإن أردت قسوا و إن آثرت لانوا
- الخاضعون لما تشاء و ما دروه و ما استبانوا
- النّاعمون على اليهود على رعيّتك الخشان
- للعفّ تخوين بدولتهم و للصّ ائتمان
- ***
- أشبعت بالخطب الجياع فكل هادرة خوان
- حفل السماط و من فرائدك الموائد و الجفان
- خطب الرئيس هي الكرامة و العلى ، و هي الضمان
- هي للجياع الطيبات و للعراة الطيلسان
- هي للعفاة النازحين لبانة و هوى و حان
- خطب مصبّغة و تعرف من مباذلها القيان
- من كلّ عاهرة و تحلف أنّها الخود الحصان
- إلحن و كرّر ما تشاء فإنّها الخطب الحسان
- و إذا رطنت فإنّها عرباء خالصة هجان
- كافور قد عنت الوجوه فكيف لا يعنو البيان ؟
- ***
- الفكر من صرعى هواك و من ضحاياك الحنان
- يغني الشام عن الكرامة و النعيم المهرجان
- حشدت لطلعتك الجموع فهوّن الخبر العيان
- هتفوا فبين شفاههم و قلوبهم حرب عوان
- غرثى و يتخم من لحوم الأبرياء الخيزران
- عضّت ظهورهم السياط فكلّ سوط أفعوان
- الرّاكعون ، السّاجدون عنوا لك و المناهل و الجنان
- القاطفون كرومهم و لك السلافة و الدنان
- الحاضنون شقاءهم و لك المتارف و اللّيان
- الظامئون و يومهم شرس الهواجر إضحيان
- المالكون قبورهم لمّا عصفت بهم فحانوا
- لك عذرة العرس الحزين فما تعز و لا تصان
- و لك الظلال فبعض جودك أن يفيّئهم مكان
- و دماؤهم لك و البنون فما الأباطح و الرّعان
- و لك العبادة لا لغيرك و التشهّد و الأذان
- كافور أنت خلقتهم كونوا _ هتفت بهم _ فكانوا
- كافور من بعض الإماء زبيدة ... و الخيزران
- مروان عبد من عبيدك لا يزان و لا ... يشان
- للسّوط جبهته إذا استعلى و للقيد البنان
- يا مكرم الغرباء و العربي محتقر ... مهان
- تاريخ قومي في يديك يدان حسبك ما يدان
- زوّرته وسطا على الأقداس أرعن ألعبان
- ما عفّ في الموتى هواه و لا الضمير و لا اللّسان
- يا عبقري الظّلم فيه لك ابتداع و افتنان
- ***
- نحن العبيد فلا تحرّكنا الضغينة و اللعان
- لا الفقر يلهب في جوانحنا الإباء و لا الهوان
- فاسجن و عذّب و استبح حرماتنا و لك الأمان
- همدت حميّتنا على الجلىّ و مات العنفوان
- من رقّ فتحك حازنا سيف و أحرزنا سنان
- و الذلّ أطياب العبيد فما البخور و ما اللّبان
- و الظلم من طبع الجبان و كلّ طاغية جبان
- ***
- يا أيّها الصنم المدلّ فما مناه و ما المدان
- إن الّهوك فربّما فضح الألوهة ثعلبان
- ***
- بأبي السّهول جمالها كرم و نعمتها اختزان
- المذهبات كما تموّج في الضّياء الزعفران
- عهدي بها أخت الرّبيع و للمهور بها إران
- تلك المروج شذا وافياء و ساجعة و بان
- و سنابل للطّير ينقذها فينفرط الجمان
- و ثغاء ماشية و يصهل في مراعيها ... حصان
- لا خصبها غبّ و لا سقيا غمامتها ... دهان
- زهراء تجذب كلّ أرض و هي مخصبة عوان
- وشي الغمام فما الطنافس و الحرير و أصفهان
- سلمت جباتك، قطننا عاف و حنطتنا و الهيلمان
- سلمت جباتك لا الخماص من الشياه و لا السمان
- أغلى من الفرس الجواد _ و لا شمات به _ العنان
- لا الزرع يضحك في المروج و لا يضوع الأقحوان
- خرس البلابل و الجداول دلّه الشكوى حزان
- ***
- الضارعات إلى السماء و لا تجاب و لا تعان
- كالأمهات الثّاكلات فعزّ شم ... و احتضان
- و أد الهجير بناتهنّ فكل روض صحصحان
- بين السماء و بينها ثدي الأمومة و اللبان
- نسيت أمومتها السماء فما يلمّ بها حنان
- ***
- أممزّقّ الأرحام لا يبني على الحقد الكيان
- غرّب و شرّق في هواك و خن فمثلهم يخان
- و اغز الكواكب بالغرور فأنت منصور معان
- بالخطبة العصماء تقتحم المعاقل و القنان
- و الشتم من آلات نصرك لا الضراب و لا الطّعان
- و لك الفتوح المعلمات و من بشائرها عمان
- كافور طاغية و في بعض المشاهد بهلوان
- من أنت في الحلبات تقحمها إذا احتدم الرّهان
- فضح الهجين بشوطه لؤم المنابت و الحران
- من أنت ؟ لا المجد الأصيل و لا شمائله اللّدان
- لا العبقرية فيك مشرقة و لا الخلق الحسان
- لا الفكر مؤتنف العطور و لا البيان و لا الجنان
- لا السرّ عندك أريحي المكرمات و لا العلان
- من أنت ؟ .. إن ذكر العظام ورنّح الدّنيا افتنان
- من أنت ؟ .. لولا صوبة الطّغيان ، أنت إذن فلان
- ***
- كافور عرشك للفناء و ربّما آن الأوان
- الخالدان _ و لا أعد الشمس _ شعري و الزّمان
- ***
المزيد...
العصور الأدبيه