الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم ناجي >> كبرياء >>
قصائدإبراهيم ناجي
- -1
- نداؤك يا فؤادَ كفى نداءَ
- أما تنفك تسقيني الشقاءَ
- أنا ظمآن لم يلمعْ سرابٌ
- على الصحراءِ إلا خلتُ ماءَ
- وأنت فراش ليلى كل نور
- وتبعث كلَّ برق قد أضاءَ
- فؤاديْ قل لها لما افترقنا
- على شجن، وما نرجو اللقاءَ
- حببتكِ ما شدوت شعراً (!!)
- ولكني اعتصرت لكِ الدماءَ
- إذا أنا في هواك أضعت روحي
- فلست أضيعُ فيك دمي هباءَ
- غرامُكِ كان محراب المصلى
- كأني قد بلغتُ بكِ السماءَ
- خلعت الآدميةَ فيه عني
- ولكن ما خلعت به الإباءَ
- فلم أركعْ بساحته رياءَ
- ولا كالعبد ذلاًّ وانحناءَ
- ولكني حببْتُكِ حبَّ حرٍّ
- يموتُ متى أراد وكيف شاءَ
- -2
- وحبيب كان دنيا أملي
- حبه الحرابُ والكعبةُ بيتُهْ
- من مشى يوماً على الوردِ له
- فطريقي كان شوكا ومشيتُهْ
- من سقى يوماً بماءٍ ظامئاً
- فأنا من قدحٍ العمرِ سقيتُهْ
- خفق القلبُ له مختلجاً
- خفقةُ المصباحِ إذ ينضبُ زيتُهْ
- قد سلاني فتنكرتُ لهُ
- وطوى صفحةَ حبي فطويتُهْ
- -3
- أقبلتُ للنيلِ المباركِ شاكياً
- زمني وقد كثرتْ عليَّ همومي
- ومسحتُ كفيْ والجبينَ بمائهِ
- علِّي أهدئ ثورةَ المحمومِ
- وجلست أنثرُ جعبةً معمورةً
- بالذكرياتِ جديدِها وقديم
- لهفي لحب مات غيرَ مدنسٍ
- وشباب عمر مرَّ غيرَ ذميمِ
- خان الأحبةُ والرفاقُ ولم أخنْ
- عهدي لهم وصفحتُ صفحَ كريمِ
- ايخيفُني العشبُ الضعيفُ أنا الذي
- أسلمت للشوكِ الممضِّ أديمي
- وإذا ونى قلبي يدق مكانه
- شممي وتخفقُ كبرياءُ همومي
- اني لأحمل جعبتي متحديا
- زمني بها وحواسدي وخصومي
- أحني لعرش الله رأساً ما انحنى
- بالذل يوماً في رحابِ عظيمِ
المزيد...
العصور الأدبيه