الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم ناجي >> عينان >>
قصائدإبراهيم ناجي
- طوى السنين وشق الغيبَ والظلما
- برقٌ تألق في عينيك وابتسما
- يا ساري البرق من نجمين يومضُ لي
- ماذا تخبئُ لي الأقدارُ خلفهما
- أجئتَ بي عتبات الخلدِ أم شركا
- نصبتَ لي من خداع الوهم أم حلما؟
- كأنني ناظرٌ بحراً وعاصفةً
- وزورقاً بالغد المجهولِ مرتطما
- حملتني لسماءٍ قد سريت لها
- بالروحِ والفكرِ لم أنقل لها قدما
- شفّت سديماً ورَقَّت في غلائلَها
- فكدت أبصر فيها اللوحَ والقلما
- رأيت قلبين خط الغيبُ حبهما
- وكاتبا ببيان النورِ قد رسما
- وسحر عينيكِ إني مقسم بهما
- لا تسألي القلبَ عن إخلاصه قسما
- واهاً لعينيكِ كالنبعِ الجميل صفا
- وسال مؤتلقُ الأمواجِ منسجما
- ما أنتما؟ أنتما كأسٌ وان عذُبت
- فيها الحمامُ ولا عذر لمن سلما
- لمَّا رمى الحبُّ قلبينا إلى القدرِ
- له المشيئةُ لم نسألْ لمن ولما
- في لحظةٍ تجمعُ الآباد حاضرها
- وما يجيء وما قد مر منصرما
- قد أودعتْ في فؤاد اثنين كل هوىً
- في الأرضِ سارتْ به أخبارُها قدما
- كلاهما ناظرٌ في عين صاحبهِ
- موجا من الحب والأشواقِ ملتطما
- وساحة بتعلاّت الهوى احتربت
- فيها صراعٌ وفيها للعناق ظما
- يا للغديرين في عينيك إذ لمعا
- بالشوق يومضُ خلفَ الماءِ مضطرما
- وللنقيضين في كأسين قد جمعا
- فالراويان هما والظامئان هما
- بأي قوسٍ وسهم صائب ويدٍ
- هواك يا أيها الطاغي الجميل رمى
- يرمي البريء في آن وأعجبه
- ان الذي في يديه البرءُ ما علما
- وكيف يبرئني من لست أسأله
- برءاً وأوثر فيه السهدَ والسقما
- لو أن للموت أسبابا تقربني
- إلى رضاك لهان الموتُ مقتحما
- إن الليالي التي في العمر منك خلتْ
- مرت يبابا وكانت كلها عقما
- تلفتَ القلبُ مكروبا لها حسرا
- وعض من أسف ابهامَه ندما
المزيد...
العصور الأدبيه