الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم ناجي >> رثاء كلب صغير >>
قصائدإبراهيم ناجي
- قالت "لميكي" سِرْ بنا
- نمشي لحاجتنا الهُوَيْنى
- فأطاع مسروراً كعادته
- ولم يسأل لأيْنا
- فيم السؤال وكل شيءٍ
- طيِّبٌ من أجلها
- وبنفسه حبٌّ قُصاراه
- الحياةُ بظلها
- ماذا تغيّر عزّة
- أو ذلّة في حبها
- سارت وكلُّ متاعِهِ
- في أن يسير بقربها
- ***
- ***
- يستاف نعلَيْها ويأبي
- في الوجودِ مُنافسا
- فإذا تخيّل دانياً
- من ترْبِها أو لامسا
- يختال مِلْءَ نُباحِهِ
- زَهْواً ويخطرُ حارسا!
- ***
- ***
- عجباً له ولزهوه
- ما يصنع الواهي الصغيرْ؟
- ما يصنع النابُ الضعيفُ
- وما يُخيفُ ولا يُجيرْ؟
- لكنّ "ميكي" لا يبالي
- أن يموت فداءها
- في وثبه هيهات يسأل
- ما يكون وراءها
- الأمرُ كلُّ الأمر أن
- يغدو يدافع دونها
- والنفس تُنكر في الضحيَّة
- عقلها وجنونها
- ***
- ***
- من ذلك الظلُّ الملازم
- في الحياة وفي الطريقْ؟
- المخلصُ الوافي إذا
- عَزَّ المنادمُ والرفيقْ
- من قلبُه صافٍ وديدنُه
- الولاءُ المطلقُ
- فكأنما فيه الولاء
- سجيَّةٌ تتدفقُ
- ***
- ***
- وإذا أُسِيءَ فإن أسمى
- الحبّ أن يُبدي رضاءَهْ
- والصفح عند ذوي القلوبِ
- البيضِ من قبل الإساءَهْ
- مهما نظرت له نظرت
- إلى مَعِينٍ من حنان
- يُفضي إليك بسره
- الذَنَبُ الصغير ومقلتان!
- ***
- ***
- لا بأس إنْ هند جفت
- وقست أليست ربَّتَه؟
- أَقْصَتْهُ ثم تلفَّت
- ترجو إلَيها أوْبته
- زَجَرتْه أو نهرته أو
- كفَّتْ على جُرْمٍ يده
- فهي التي لم تَنْسَهُ
- والأكل ملءُ المائده
- وهو الذي في بعدها
- لم يألُها طولَ ارتقاب
- يقظان ينتظر المآب
- وَثَوى يُرَاقبَ خَلْف بَاب
- ***
- ***
- هند التي اتَّخذته من
- دون الخلائق إلْفَها
- بحثت عن الإلْف الصغير
- فلم تجدْه خلفها
- ميكي! وما ميكي ومصرعُه
- على الدنيا جديد
- نفسٌ يذوب وصرخةٌ
- تدوي هنالك من بعيد
- وتلفَّتَت هندٌ لموضعه
- تغالب وَجْدَها
- لا شيءَ. قد سارت
- برفقته وترجعُ وحدها
- ***
- ***
- خرجت به جذلانَ يضحك
- مثلما ضحك الصباح
- فكأنما خرجت به
- ليُلاقيَ القَدَر المُتاح
- سارتْ به صبحاً وعادت
- بالمواجع والدموع
- يغدو الحزينُ على الأسى
- وأشقُّ شَطْريْه الرجوع
المزيد...
العصور الأدبيه