الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم ناجي >> رثاء شوقي >>
قصائدإبراهيم ناجي
- قلْ للذين بكَوْا على (شوقي)
- النادبين مصارعَ الشُّهبِ
- وا لهفَتاه لمصر والشَّرْقِ
- ولدولة الأشعار والأدبِ!
- دنيا تَفرُّ اليومَ في لحدٍ
- وصحيفةٌ طُويتْ من المجدِ
- ومُسافرٌ ماضٍ إلى الخلد
- سبَقتهُ آلاءٌ بلا عَدِّ
- هذا ثَرى مصْرَ الكريمُ، وكمْ
- أكرمتَهُ وأشدْتَ بالذكرِ
- يلقاك في عطفِ الحبيبِ فنمْ
- في النور لا في ظُلمةِ القبْر!
- كم من دفينٍ رحتَ تحييهِ
- وبَعثْتَهُ وكَففْتَ غُرْبَتَهُ
- فاحللْ عليهِ مُكرّماً فيهِ
- يا طالما قَدَّست تُربتَهُ
- يا نازلَ الصحراء موحشةً
- ريَّانةً بالصمت والعدمِ
- سالتْ بها العبراتُ مجهشةً
- وجَرت بها الأحزانُ من قدمِ!
- هذا طريق قد ألفناهُ
- نمشي وراءَ مُشَيَّعٍ غالِ
- كم من حبيبٍ قد بكَيْنَاهُ
- لم يُمْحَ من خَلدٍ ولا بالِ
- وكأنَّ يومَك في فجيعتِهِ
- هو أولُ الأيامِ في الشَّجنِ
- وكأنَّما الباكي بدمعتِهِ
- ما ذاق قبلك لوعةَ الحَزنِ!
- فاذهبْ كما ذهب النهارُ مضى
- قد شيَّعَتْه مدامعُ الشفقِ
- ما كنتَ إلاَّ أمةً ذهَبتْ
- والعبقريَّةُ أمَّةُ الأُمَم
- أو شُعلةً أبصارَنا خلبتْ
- ومنارةً نُصبَتْ على عَلَمِ
- يا راقداً قد بات في مَثوىً
- بَعُدَتْ به الدُّنْيا وما بَعُدَا
- أيْن النجوم أصوغ ما أهْوى
- شعراً كشعْرك خالداً أبدَا؟!
- لكنَّ حزني لو علمْت به
- لم يُبْقِ لي صبْراً ولا جُهْدَا
- فاعذر إلى يوم نفيك به
- حقَّ النبوغِ ونذكرُ المجْدَا
المزيد...
العصور الأدبيه