الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم ناجي >> الغد >>
قصائدإبراهيم ناجي
- **
- أنا في بُعْدِكَ مفقودُ الهُدَى
- ضائعٌ أعْشُو إلى نورٍ كريمِ
- لا تقُلْ لي في غدٍ موعدُنا
- فالغدُ الموعُودُ ناءٍ كالنجومِ!
- عَبَرَتْ بي نَشوةٌ مِن فَرَحٍ
- فَرَقَصْنَا أنا والقلبُ سُكَارَى
- سنَذمُّ النورَ حتى يَتَلاشى
- ونذمُّ الليلَ حتى يتوارَى!
- فركبنا الوهمَ نبغي دارَها
- وطوينا الدهرَ والعالَم طَيَّا
- ولقينا الحسنَ غَضّاً والصِّبَا
- وتملَّيْنَا الجلالَ الأبدِيَّا
- أتراها خدعةً حاقت بنا؟!
- أتراها ظِنةً مما ظَنَنَا؟
- إذِنَ اللهُ به بعد النوى
- فثوينا واسترحنا وأمِنّا!
- أيها الآمرُ في مُلكِ الهوى!
- اعف عن لهفةِ روحي وأواري
- غير أني كلّما امتدت يدي
- لعناقٍ جِفتُ أن تؤذيكَ ناري!
- ملكت قلبي ولُبي رهبةٌ
- عصفت بالقلب واللُّبِّ جميعَا
- وحبيسٍ من عتاب في فمي
- قد عصاني فتفجَّرتُ دموعَا!
- واختفتْ تلك الرُّؤَى عن ناظري
- وطواها الغيبُ في سِحْريِّ بُرْدِ
- وإِذا بي غارقٌ في محنَتي
- وبلائي، أقطعُ الأيامَ وَحْدٍي
- ودَع الصدق لمن ينشده
- الحجى خمصيَ فاغمرْ بالضلالِ
- يا جِنانَ الخًلْدِ قَدَّمْتُ اعتذاري
- إِذ يَطوف الخلدَ سقمى ودَماري
- خلِّني بالشوقِ أستدني غداً
- فغداً عندي كآبادٍ طوالِ!
- أيها الآمرُ في مُلكِ الهوى!
- اعف عن لهفةِ روحي وأواري
- أشتهي ضَمَّكَ حتى أشتفي
- فكأني ظامىءٌ آخذ ثاري!
- غير أني كلّما امتدت يدي
- لعناقٍ جِفتُ أن تؤذيكَ ناري!
- أيها النورُ سًَلاماً وخشوعاً
- أيها المعْبَدُ. صَمْتاً ورُكُوعَا
- ملكت قلبي ولُبي رهبةٌ
- عصفت بالقلب واللُّبِّ جميعَا
- رُبَّ قول كنتُ قد أعددتُه
- لكَ إِذ ألقاك يأبى أن يطيعَا
- وحبيسٍ من عتاب في فمي
- قد عصاني فتفجَّرتُ دموعَا!
- لذعتني دمعة تلفح خدي
- نبهتني من ضلالٍ ليس يُجْدِي
- واختفتْ تلك الرُّؤَى عن ناظري
- وطواها الغيبُ في سِحْريِّ بُرْدِ
- وتَلَفَّتُّ فلا أنت ولا
- جنةُ الخلد ولا أطيافُ سَعْدِ
- وإِذا بي غارقٌ في محنَتي
- وبلائي، أقطعُ الأيامَ وَحْدٍي
- هاتِ قيثاري ودَعْني للخيالِ
- واسقني الوهْمَ! وعَلِّلْ بالمحالِ!
- ودَع الصدق لمن ينشده
- الحجى خمصيَ فاغمرْ بالضلالِ
- وخُذ الأنوار عنّي، ربما
- أجدَ الرحمةَ في جوفِ الليالي
- خلِّني بالشوقِ أستدني غداً
- فغداً عندي كآبادٍ طوالِ!
المزيد...
العصور الأدبيه