الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أدونيس >> مفرد بصيغة الجمع >>
قصائدأدونيس
مفرد بصيغة الجمع
أدونيس
- 1
- لم تكن الأرض جرحًا كانت جسدًا
- كيف يمكن السفر بين الجرح والجسد
- كيف تمكن الإقامة?
- 2
- كان لإقامته بين الشجر والزَّرْعِ شحوبُ
- القصب وسَكْرَةُ الأجنحة
- تآصَرَ مع الموج
- أَغْرى بِهدأة الحجر
- أَقْنَع اللّغَة أن تؤسِّس حِبْرَ الخشخاش
- وكان سُلَّمٌ يقال له الوقت يتكىء على اسْمِه ويصعد
- نبوءةً
- نبوءةً
- من الأجنحة يخرج الأثير
- من المصادفة يخرج الحتْم
- لكن
- أيتها الشمس الشمس ماذا تريدين مني?
- وجهٌ يجتمع بُحيرةً يَفْترق بجعًا
- صدرٌ يرتعش قبّرةً يهدأ لُوتَسًا
- حوضٌ يتفتّح وردةً ينغلق لؤلؤةً
- تلك هي أدغال الهجرة وراياتُ القَفْر
- وللنهار يدا لعبة
- وللفَلكِ نَبرةُ المهرِّج
- لكن
- أيتها الشمس الشمس ماذا تريدين مني?
- يلبس الموتُ حالةَ البنفسج
- يسكن النّرجس آنيةَ الثلج
- يحلم أن الحبّ وجهٌ
- وأنَّه مرآته -
- الحجرُ برعمٌ, الغيمةُ فراشةٌ
- وعلى العتبة جسدٌ - شرارَةٌ لقراءة الليل
- ليس الموتُ عزلةَ الجسد
- الموت عزلةُ ما ليس جسدًا
- لكن,
- أيتها الشمس الشمس ماذا تريدين مني?
- أَبحث عما لا يلاقيني
- باسمه أنغرسُ وردةَ رياحٍ
- شمالاً جنوبًا شرقًا غربًا
- وأضيفُ العلوَّ والعمق
- لكن, كيف أتجه?
- لعينيَّ لونُ كسرة الخبز
- وجسدي يهبط نحو داءٍ له عذوبةُ الزّغب
- لا الحبّ يطاولني
- ولا تَصل إليَّ الكراهية
- لكن,
- كيف أَتَّجه? وماذا تريدين مني
- أيتها الشمس الشمس?
- 3
- يمحو وجهه - يكتشف وجهه
- يتقدَّم الخطف تلبسكِ فتنةٌ بفجرها الأول
- يتقدّم الوقت أين المكان الذي تُزْمِنُ فيه الحياة?
- تتقدَّم العتمة أيّة رَجَّةٍ أنْ أوزِّعكِ في كريّات دمي
- وأقولَ أنتِ المناخُ والدّورة والكُرَة
- أيّة زلزلة?
- يتقدّم الضوء يُلْيِلُ في أنحائي
- أنقطع أتَّصل
- والوقتُ يأخذ هيئة البشَرة
- يخرجُ من الوقت
- وسقطَ
- غزوكِ
- عليّ
- وشَهَقَتْ إليكِ أحوالي
- لماذا حين دخلتِ أخَذَتِ الحقول تشتعل وكانت
- يداي أوَّل النار,
- ولماذا, كلّ ليلةٍ,
- كنت أحمل زَغَب نهديكِ لليلةٍ مقبلة?
- أُدخلي
- وعلى ركبتيكِ
- ترابٌ وفي الطريق إليك - إليّ
- الجبالُ
- وسَرْوُ المنحدرات
- وشرْبينُ الأودية أقول نلتقي - نفترق
- وأَستجمع أنحائي:
- أيها الحَنْظَلُ المتناثر ملحًا على موائد الإباحة
- أنت العذوبة وأمنحكَ طعميَ الأول.
- جسدكِ التّيه أخرج
- وأسفارُ خروجي أنتِ
- آخذكِ أرضًا لا أعرفُها
- تلالاً وأوديةً تغطّيها نباتاتُ البحث
- امتدادات غامضةً
- وآخذكِ واقفًا
- قاعدًا
- راقدًا
- ولا أقنع بغيركِ
- آخذكِ
- في تنهداتي
- في اليقظة والنوم
- في الحالات الوسيطة
- وفي ما يُعدّه لي الوقت
- آخذكِ
- ثنيّةً ثنيّةً
- وأفتتح مسالكي
- أتمدَّد فيكِ لا أصل
- أتدوّر لا أصل
- أتسلَّك أنتسجُ لا أصل
- أصلُ من أقاصيكِ لا أصل
- ما بعد المسافاتِ أنتِ ما بعد المفازات
- أنتِ أين وهل وماذا وكيف ومتى وأنتِ
- لا أنتِ
- انْبسطي على جسدي وانْغرسي
- خليّةً في خليَّة
- عرْقًا في عِرْق
- ولتخرجْ منكِ آلاف الشفاه
- آلاف الأسنان
- ولتكن غيرَ معروفةٍ لتكونَ على قَدْرِ حبِّنا
- ( ... )
- وأكون علّقتُ صورتكِ بجميع الصور
- ويكون جاءني الكشف وقلت:
- هذا لقاؤنا الأخير
- من أنتِ?
- آخذكَ
- حيوانًا
- يضع السّمَّ في شفةٍ
- والبلسمَ في شفةٍ
- وكلّ ليلةٍ, أقول
- هذا لقاؤنا الأول
- أيها الأحد
- ق
- م
- ر
- ش ع ش ا ع
- وليس لي معك غيرُ الهواتف
- وغيرُ البوارق
- وما يطوف
- ويهتزّ جسدي بالكُنْهِ اللازمِ له
- والملكاتِ الواجبة في أشيائه
- وأصرخُ: أنتَ الهباءُ
- وأنت القادِر
- من أنتَ?
- جسدٌ يكبَرُ في الخَزَام والخالدة
- ينحدر يعلو يَسْتشرف
- يجمع الضّفاف ويقرأ هذَيان القصب
- جَسَسْتُكِ بِعينيَّ
- رقصًا يتقدَّم في خطوات الفصول
- تنهّدتُ في ناردينٍ
- وأخذتْ أشكالٌ تروح وتجيء في لُججِ
- الخاصرة يصطدم الغريق بالغريق
- أخرج من الخيزران
- أَدخل المِدقّة
- أتغلغل في أخْبية القاعدة
- حيث يكمن البيضُ وينتهي قَلَم السمَّة
- أتجمّع كما يتجمّع اللّقاح
- أخلعك أتزيّا بكِ
- أنسلخ منكِ أتَّحد بكِ
- وأخلق بيني وبينك
- خداعًا بعلوّ الشمس
- رياءً يكسر الزَّمن غصنًا غصنًا
- من أنتِ?
- تحت البَشرة الهويّةُ
- في شراييني خَبْطةُ المسّ
- أتدحرج بين أنا الجمر وأنا الثلج
- وبين
- الياء
- والألف
- أَتدلى
- أَخلق في اليوم يومًا آخر
- وأَربط بحبل الدقائق أهوائي
- تقول المرآة اكسريني
- تقول الخطوات قيِّديني
- وبين آلة الموت وحيوانِ الألفاظ
- أَنْغرسُ أنجذرُ
- وأَلعب نَرْدَ الطبيعة.
- 4
- (...)
- دائمًا
- كان
- بيننا
- مسافة قلنا
- يمحوها اللهب الذي نسميه الحبَّ
- والتصقَ النهار بالنهار الليلُ بالليل
- وبقيت بيننا مسافة
- أطفأنا ما لا ينطفىء
- أشعلنا ما لا يشتعل
- وبقيت بيننا مسافة
- وفي ساعات التحام الشهيق بالشَّهيق والنطفة بالنطفة
- بقيت بيننا مسافة
- أيّها الحب, أيها النسل المنطفىء
- تَقدّمْ واجلس على ركبتيَّ - ركبتيها
- خُذْ إبرَ الدمع وانسُجِ الماء
- تحيّينا أجراس الرَّغبات
- نبتكر موتًا يطيل الحياة
- نبتكر خداعًا بعلوِّ الطفولة
- رياءً بصدق الشمس
- من نحن?
- يجمعنا جسرٌ لا نقدر أن نعبره
- يوحّدنا جدارٌ يفصلنا أدخل فيكِ أخرج منّي
- أخرج منكِ أدخل فيَّ
- ما أبنيه يَهدِمني
- تشبّهتِ لي أَنَّك الفضاء
- وأَضْغَثْتُ الرؤيا
- أمسكتُ بوردةٍ هبطتُ واديك انتظرت
- بيننا نهرٌ والجسر بيننا نهر آخر
- سمعتكِ تسألين: أيّنا الكبدُ
- أيّنا النواح?
- اختلطتِ بالجَزَعِ وأعشاشه
- صرختِ اتّحدنا كرةً من النار
- انْطفئي الآن أَنطفىء الآن
- لِنعرفَ نعمة الجمر
- نمحو وجهينا نكتشف وجهينا
- هواجس
- أصدافًا
- مرايا
- ننفذ عِبرَها إلى شخوصنا الثانية
- نفتح صدرينا للأكثر علوّاً
- ينفتح لنا الأكثر انخفاضًا
- ويدخل كلانا في برج الوحْدنة
- في عزلة عصفورٍ يُحتضر
- ويتذوَّق كلانا طعم الآخر
- وتسكر أعضاؤه بالحياة لحظةَ يسكر الآخر
- بالموت
- وكلانا يُسِرّ نعم لحظةَ يجهر لا
- ويُسرّ لا لحظةَ يجهر نعم
- كيف تغسلين جسدك ويزول ماؤك الثاني?
- كيف أغسل جسدي ويعود لي مائي الأول?
- أنا سؤالكِ
- ولستِ أنتِ جوابي
- عرَّفتكِ بحنيني
- بشرَّتك بِه وربطتك بنفسي
- لكي يتحرَّك جسدكِ حركة الحكيم
- وأتحرّك به
- بما فوقه
- بما تحته
- وبالذي بين يديه
- لكي أحيطَ بكِ إحاطةً تخلَّصني من كل قاطعٍ
- يقطعني عنكِ
- أقرأَ كتاب كنهكِ
- أتطوّرَ في أصولكِ
- أذوقَ موجوداتها
- وأشخَّصَهَا في أوهامي
- لكي تكوني النقطة
- وأكون الخطّ والشكل
- لكي تكوني مِنْ وما يتلوها
- عَنْ وما عندها
- حيث لا تسعني الكلمات
- حيث لا يسعني غير التخييل والرمز
- لم أقصدكِ
- لستُ بحركِ
- لست البجع الذي تنتظرينه
- وليس لي غير أطرافٍ
- أطراف تتيهُ
- تتوه في حُمَّى لم أكتشف حدودها بعد.
- محوتكِ - اكتشفتكِ
- بسطت على الورق أجنحتي واستدعيتكِ
- قلتُ: الموت شيخ
- من أين له بعد أن يلحق بنا?
- قلتُ: جسدي شمالٌ والزمن جنوب
- كيف لهما أن يلتقيا?
- ولكِ أَماميَ الذي لا يهرم
- ولك أبديّة الجهات الباقية من أعضائي
- ولكِ منحتُ عينيَّ الأرقَ ويأسيَ النوم
- ولك ساويتُ بين الصحراء والبحر
- العينِ والشّوك
- ولكِ استثنيتُ المعنى من حشود الكلمات
- وسمّيته الصورة
- ووفاءً لأسمائك التي أنزلتها سلطانًا
- قلت للأبجدية: تشهَّيتِ ووحَّمْتكِ
- ولكِ غيْرتُ وأقنعت سنواتي أن تكون جمرة التغير
- ولكِ استوهَبْتُ اللهبَ أخطائي وأقنعت الجسد
- أن يكون مجدَ الصفات
- ألتهمكِ خليّةً خليَّةً لا تروينني
- أَحتويكِ نبضةً نبضةً لا راحةَ لي فيكِ
- لا الغيرة تفصلني عنك لا الكراهية
- يفصلني شعور لا اسْمَ له
- وأنتِ الآن الزّمنُ والموت:
- من أين لي أن أَسترجعكِ?
- تُحتضرينَ أندفع نحوكِ
- أجسُّ بقاياكِ
- وألمس كيف ترحلين
- لم
- أكن
- لستُ إلا رذاذًا يُشهيَّ
- كنت البطيءَ وسبقتْني ثيابي
- موتي سُلَّمٌ لجسدي وجسدي بلا قرار أين أثبت?
- أثبتّ السّحاب قلتُ للزبد أن يكون
- مفتاحَ الموج أين أثبت?
- ليس الاسم جذرًا ليس الجذر امرأةً ليس أين أثبت?
- القشُّ يأتزر بالورد والكلمات تكسر صلبانها أين أثبت?
- وجاءني الأفق سَمَّى نفسه بِاسْمي
- ليس الاسم حضنًا
- ليس الحضن امرأةً
- آخذ شفتيَّ منكِ هذه الليلة
- أيتها الأرض الوَحْمى ولا حَبَل,
- لأعرفَ كيف تهطلين أيتها الصحراء
- كيف تزدادين اتساعًا
- لأعرفَ حَتْمَ اليأس
- لأعرفَ كيف نحبّ دون أن نحبّ
- كيف يذبل ما تسمَّى بأسمائنا الأولى
- وارتوى بما حسبناه لا يعرف الذبول
- الجرح دلتا
- البلسم ألف
- والجسد حروفٌ بلا نقاط
- أيّة هاوية تَتّسع لأعضائي
- ليس للمكان قصبةٌ لأتوكّأ
- ليس في مناخهِ غيومٌ لأتوسّمَ المطر
- وها أسمع في جسدي
- جذوعًا تَنْبتر
- وأشلاءَ تَتطاير
- وها أنسكب في شظايايَ
- وأَسترخي
- أيّها الحبّ - الرأسُ الذي يَشجُّه الجَسد عرقًا عرقًا
- أيها الحب, يا أرومةَ الماء
- اتّسعْ
- كن الهباءَ والشمس
- وأثْبِتِ الغُبار بالغبار.
- تمرحَلْ, أيها الجسد, من الآن إلى الموت
- - متى وُلدتَ, ما عمرك?
- تَمدَّدْ, أيها البخار, يا دمي ورافق استطالاتي
- ثمة أمواجٌ تقبل من شواطىء غير مرئية
- تقول إنّها استطالاتي
- ثَمَّة صلصالٌ غيَّر اسمه
- حَرْفٌ خرج من صوته
- أُفقٌ على شَفَا الأفق
- تقول إنها استطالاتي
- وبين العصب والعصب صَحَارى
- تقول إنها استطالاتي
- وأنتِ, يا زهرة الآلام امْنحينيَ احتمالاتٍ أخرى
- كوني أمومةً زهرةً بآلاف الأَسْدية والمِدَقَّات,
- الكؤوس والتّويجات
- امْنحيني - اذْكري وجهي
- كنتِ تَنْحنين عليه كلّما جمعنا ماءٌ أو هواءٌ
- لِنقرأ الموت
- تمتزج رائحتانا
- تنمو أطرافُنا توائمَ توائمَ
- أقول لكِ: تَموتينَ مأخوذةً بالماء
- تقولين لي: تموت مأخوذًا بالشمس
- لكن,
- لحظةَ تذبلين بين عينيَّ
- يفصلنا لَهَبٌ لَهَبٌ لَهَبٌ
- ومتاهاتُ الأحد السبت الجمعة الخميس
- أصِلُ فيك الشهوة بطعم التراب
- والفرحَ بنكهة الموت
- وها هو جسدي
- موشومًا ببقع الحسرة
- يزحف بين كلماتي
- تتكاثفُ أدغال الأرق
- تعلو أمامي الجبالُ
- الشجر ينام
- ولكلِّ حصاةٍ أذنان تُصغيان إليَّ.
- توهَّمتُ أنَّ اليدَ يَدٌ وأنَّ الوجهَ هو الوجه
- وكان هذا تعاطفًا مع الرمل.
- الجسدُ يتذكّر الحبّ ينسى
- الحبّ أن نذهب الجسدُ أن نجيء
- الحبّ أن نستوهم الجسدُ أن نتَبلبل
- الحبّ - هذا الهَزْل الكوني
- من أجل أن يظلَّ الأبد مشقوقًا
- من أجل أن نُهَسْهِسَ الشّكّ.
- 7
- باسم جسدي الميت - الحي الحي - الميت
- ليس لجسدي شكلٌ
- لجسدي أشكالٌ بعدد مَسَامِّه
- وأنا لا أنا
- وأنتِ لا أنتِ
- ونصحّح لفظَنا ولسانيْنا
- ونبتكر ألفاظًا لها أحجامُ اللسان والشفتين,
- الحنَكِ
- وأوائلِ الحنجرة
- ويدخل جسدانا في سديم دَغَلٍ وأعراس
- يَنْهدمان
- يَنْبنيان
- في لُجّةِ
- احتفالٍ
- بلا شكل
- بطيئًا سريعًا
- نحو ما سميناه الحياة
- وكان فاتحةَ الموت.
- باسم جسدي الميت - الحي الحي - الميت
- ارتفع السَّرْوُ بين الاسم والوجه
- عادت اللغة إلى بيتها الأول
- كان الحب قبرًا دخلتُ إليه وخرجتُ
- كان القبر نزهةً لراحة الأوردة
- ومات النحو والصرف
- وحُشرا بين يَديْ أول قصيدة كتبتها وآخر قصيدة
- وأخذ الحَشْرُ يحكم ويَفْصل
- يبرّئ ويَدين
- لكي يأتي الليلُ
- يشرد النهار خارج النهار
- لكي يأتي النهار
- يشرد الليل خارج الليل
- لكي تحتفظ الأرض بذكرى العشب
- تَتَغطَّى بالقش
- باسم جسدي الحي - الميت الميت - الحي
- للجسد أن يفصل بين جسدي وجسدي
- له أن يعتقل عضوًا بعضو
- يحارب خليّةً بخلية
- له أن يزرع دمي ويحصده
- وللجسد أن يكون جسدي
- ضِدّ جسدي.
- 8
- ( ... )
- سلامًا لآلاتٍ غير مرئية أَبتكرها لأبتكر أجسادي الأخرى
- قلوبي الأخرى
- سلامًا لكوكبي الجالس على طرف القيد
- يتَّخذ من قدميَّ وذراعيَّ حدودًا وأعلامًا
- سلامًا لوجهي يتبع فراشةً تتبع النار
- // هل أفصل نفسي عن نفسيَ
- هل أجامعها / هل الجما
- عُ لحظة انفراد أم لحظة ازدوا
- ج? هل آخذ وجهًا آخر? وما
- ذا يفعل جسد تبقّعه جراحٌ لا تلتـ
- ـئم? إنها الصحراء
- تطبق عليّ, وها هو
- الجرادُ يَحْتَنِكُ أطرافي //
- أجلسْ, أيها الموتُ, في مكانٍ آخر
- ولْنتبادَلْ وجهينا
- أصنع نبضي نسْغًا لأبجديتي
- أسوّيك الجلد
- أسمّيك النظر
- طعمَ الأشياء
- ( ... )
- وأقول باسمكَ:
- ابتسمْ, أيها النهر, لجفافك
- امرحي, أيتها الزهرة, بين الشّوكة والشوكة
- وأقول باسمكَ:
- في الرّماديّ أفتحُ جسدًا أتجوّلُ في أرجائه
- حيث يتمشّى قوس قزحٍ بخطوة الطفل
- ويكون لخيالي أن يفترسَ عينيَّ
- ويهدم الجسورَ بيني وبين ما حولي
- ويكون لي أن أصعدَ وألتقفَ الهواءَ المحيط.
- وأقول باسمكَ, هامسًا لأشباحك:
- أيتها العطور التي تفرز الرّغبة
- تزيّني
- واسْتهويني.
- وأقول باسمكَ:
- دائمًا على شَفَا الجنون
- لكنني لا أُجنّ.
- اجلسْ, أيها الموت, في مكانٍ آخر ولنتبادل وجهينا
- أُسمّيك الجسدَ وأسأل
- كيف أعيش مع جَسَدٍ أتَّهمه
- وأنا المتَّهَمُ والشاهِدُ والحكَم?
- وأسميكَ جسدي
- وأرى إليك إليه يتفكَّك ويتركَّب
- السَّاعد فخذٌ
- المعصم كاحِلٌ
- اليد قَدمٌ
- الكتف مِرْفقٌ
- وما تبقَّى غيرُ ما تبقَّى
- وأستسلمُ, أنا الراسخ,
- كانهيارٍ ثلجيّ
- عنقي يهبط في التّرقوة
- وتهبط هذه في الصدر
- ويهبط الصدر في ليل الرّدفين
- والرِّدفان في شمس الأحقاء
- وتكون الأحقاء رصاصًا يرسب في أطراف
- الساقين وتتَنَوَّرُ بأعضائي أعضائي.
- وتقول باسمي:
- أسميكَ عاشقًا
- وجْهًا إلى الحيوان
- وجهًا إلى النبات
- وأصغي إلى هذيانك يطلعُ
- في لهاث العناصر:
- دال تاء
- بحسب حركاتكَ يجري أمري
- والليل والنهار بريدي إليك
- يتراكضان كمُهرين في سباق
- كيف أقمع هوائجي
- والحاجة إليكَ هتكتني?
- واو نون
- كيف أقمع هوائجي
- والحاجة إليكِ هتكتني?
- تبكين?
- لا تحرق النار موضعًا مَسَّهُ الدمع
- لذلك أبكي
- ينبت القرنفل في الدمع
- لذلك أبكي
- وأمس قرأت: (كلّ شهوة قسوة إلاّ
- الجماع يُرقِّقُ ويُصفّي)
- لذلك أبكي.
- سين ألف
- - أدخلي, كأنك نقبتِ الجحيم وخرجت منها
- أو كأنك امرأة تشتري العطرَ بالخبز
- أُحْصيك وأستقصيكِ
- أُزمِنُ فيكِ وأُكوكب حولك أعضائي
- وكنت صادَفْتُ نفسي فيكِ
- وحين تبعتكِ
- قلتُ: النَّفَسُ يتبع بعضُها بعضًا.
- لكن,
- لماذا أنا كثيرٌ بنفسي قليلٌ بكِ?
- لماذا, كلما اقتربْتِ إليّ, أشعر كأنّ عضوًا يسقطُ مني?
- مع ذلك, ادخلي
- لا يزال جسدي رطبًا بذكركِ
- وكيف أقمع هوائجي
- والحاجة إليكِ هتكتني?
- وأقول, باسمك, لجسدها:
- جسدكِ صوتي أسمعه
- نظري أتشرد فيه جسدكِ رحيلي وكل خليّةٍ منطلَق
- جسدكِ مرفأي وأضلِّل المراسي جسدك الصخر يستبقيني
- الغبارُ يطير بي
- جَسدُكِ هبائي
- ويظلِّلني
- جسدك فضاؤكِ وأنا وحُوشهُ المجنّحة
- جسدكِ قوسُ قزحٍ وأنا المناخُ والتحوّل.
- وأسأل, باسمكَ:
- أَصْحَرْتُ لا مأوى
- اسْتَأْسَنْتُ من يُطهّرني?
- من يعصمني من العبارةِ
- تكدر,
- من الإشارة
- تضمحلّ
- وكيف يتحرّر القفص?
- وتقول, باسمي:
- أَبْدع لجسدك ما يناقضه
- كُنِ الهباءةَ والحصاةَ في جسدٍ واحد
- أكمل جسدَكَ بنفيه
- ولتكن اللّغةُ شكل الجسد
- وليكن الشعر إيقاعه.
- إجلسْ, أيها الموت في مكان آخر ولنتبادل وجهينا
- أقول باسمك وباسمي:
- نُضلِّل الحياة وهي التي تقودنا
- ماذا أفعل
- وجسدي أوسع من الفضاء الذي يحتويه
- أنا الباحث
- وليس أمامي غير الموت?
- ونقول باسمها وباسمك وباسمي:
- تجوهرتُ بكِ
- وكنت أطمح إلى التبدّد
- وفتحتك بجسدي لكن,
- بماذا أختمك?
- ومع أنني مَشُوبٌ بكِ
- فأنا شيءٌ لا يستند إلى شيء
- ليس مربوطًا
- ولا ملتحمًا
- ولا حالاً
- لكنني أسيلُ لا أقف
- وجسدي رمَى إذ رمى
- بقاب قوسين
- وأنا الصَّحيحُ المريض برزخُ الجنس
- استوليتُ
- إلبْتُ الكَمَّ والكيف
- فُتُّ ما يُقال
- مع ذلك,
- عييت من تصوّرِك على أنحاءَ ومراتب
- وأعوذُ بأسمائنا من علم اليقين
- (أليقينُ شَرَكُ الضمائر
- والمعرفة
- أن
- تعلم وتجهل)
- هكذا أتحرّك في سلاسل جنوني وأنوّع الحلقات
- هكذا أيّها الثابت
- المتبدّل
- المتصوّن
- يا جسدي
- وكذا
- وكذا
- وكذا
- هكذا أسأل:
- أنتَ صِراطي كيف أقطعك?
- أو
- أسأل:
- هل أنتَ حكايةٌ محرَّفةٌ ومكذوبةٌ عليَّ?
- هكذا,
- أُنكر ما يفرّقني
- وما يجمعني
- وأقول باسمكَ:
- أنا الماء يلهو مع الماء .
المزيد...
العصور الأدبيه