الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أدونيس >> لو أن البحر يشيخ >>
قصائدأدونيس
لو أن البحر يشيخ
أدونيس
- لو أنّ البحر يشيخ
- لاختار بيروت ذاكرة له.
- كلّ لحظة
- يبرهن الرماد أنه قصر المستقبل.
- يسافر,
- يخرج من خطواته
- ويدخل في أحلامه.
- كلما هذّبته الحكمة
- فضحته التجربة.
- يرسم خرائط
- لكنّها تمزّقه.
- أغلق بابه
- لا لكي يقيد أفراحه,
- بل لكي يحرّر أحزانه,
- رماده يفاجىء النار
- وناره تفاجىء الوقت.
- ينكر الأشياء التي تستسلم له
- تنكره الأشياء التي يستسلم لها.
- الماضي بحيرة
- لسابح واحد: الذكرى.
- لا وقت للبحر لكي يتحدث مع الرمل:
- مأخوذ دائمًا بتأليف الموج.
- اليأس عادة, والأمل ابتكار.
- للفرح أجنحة وليس له جسد,
- للحزن جسد وليس له أجنحة.
- الحلم هو البريء الوحيد
- الذي لا يقدر أن يحيا إلاّ هاربًا.
- الفكر دائمًا يعود
- الشعر دائمًا يسافر.
- السرّ أجمل البيوت
- لكنه لا يصلح للسكنى.
- يصدأ اللسان من كثرة الكلام,
- تصدأ العين من قلة الحلم.
- أنّى سافرت, كيفما اتّجهت:
- أعماقك أبعد الأمكنة.
- جُرحتُ باكرًا
- وباكرًا عرفت:
- الجراح هي التي خلقتني.
- قرية صغيرة هي طفولتك
- مع ذلك,
- لن تقطع تخومها
- مهما أوغلتَ في السفر .
المزيد...
العصور الأدبيه