قصائدأحمد مطر



البيان الختامي لمؤتمر القمة
أحمد مطر



  • لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .

  • هُمْ طُفَيْليُّونَ

  • لَمْ يُدعَوا إلى عُرسٍ

  • وَلم يُفتَحْ لَهُمْ بابُ عَزاءْ .

  • خَلَطوا أنفسَهُمْ في زَحْمةِ النّاسِ

  • فَلمْا دَخَلوا ذاكَ تغَطَّوا بالزّغاريدِ

  • وَلمّا دَخَلوا هذا تَغطّوا بالبُكاءْ .

  • ثُمَّ لمّا رُصَّتِ الأطباقُ

  • لَبَّوا دَعوةَ الدّاعي

  • وَما الدّاعي سِوى قِدْرِ الحَساءْ !

  • وَبأفواهِ بِحارٍ

  • بَلِعوا الأطباقَ والزَادَ مَعاً

  • وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ .

  • ***

  • لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .

  • ألفُ كلاّ

  • هِيَ دَعوى ليسَ إلاّ..

  • زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقّاً علينا

  • وَبهذا الزَعْمِ.. صاروا زُعَماءْ !

  • وَأذاعوا: ( كُلُّنا راعٍ..)

  • وَظنّوا أنَّهُمْ في الأرضِ ر عيانٌ

  • وَظنّوا أَنَّنا قُطعانُ شاءْ !

  • ثُمَّ ساقُونا إلى ا لمَسْلخِ

  • لماّ لم نَجدْ في ظِلِّهمْ مرَعى

  • وأسْرَفنا بإطلاقِ الثُّغاءْ !

  • ***

  • ليسَ مِنّا هؤلاءْ .

  • هُمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً

  • دُونَ عَقدٍ..

  • وأَقاموا عُقَدَ الدُّنيا بنا دونَ انتهاءْ .

  • وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا..

  • وَلِطُولِ الانحناءْ

  • لَمْ تَعُدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشَّمسُ

  • ولا تَعرفُ ما مَعنى السَّماء !

  • وَنَزحْنا الذَّهبَ الأسْودَ أعواماً

  • وَمازالَتْ عُيونُ الفَقْرِ تبكينا

  • لأنّا فُقراءْ !

  • ذَهَبَ الموصوفُ في تَذهيبِ دُنياهُمْ

  • وَظَلَّ الوَصْفُ في حَوْزتنا

  • للِجِسْم والرّوحِ رداءْ !

  • ***

  • ليسَ مِنّا هؤلاءْ.

  • لَمْ نُكلِّفْ أحَداً منهُمْ بتَطبيبٍ

  • ولا قُلنا لَهُمْ هاتُوا الدَّواءْ .

  • حَسْبُنا، لو صَدَقوا،

  • أن يَرحلوا عَنّا بَعيداً

  • فَهُمُ الدَاءُ ا لعَياءْ .

  • كُلُّ بَلوى بَعْدهُمْ سَلْوى

  • وَأقوى عِلَّةٍ

  • في بُعْدِهِمْ عَنّا.. شِفاءْ !

  • ***

  • لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .

  • أنتَ تدري أنّهُمْ مِثلُكَ عَنّا غُرَباءْ

  • زَحَفوا مِن حَيث لا ندري إلينا

  • وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ .

  • وَبَقُوا مادُمتَ تَبغي

  • وَبَغوا حتّى يُمدُّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ !

  • أنتَ أو هُمْ

  • مُلتقى قَوْسين في دائِرةٍ دارتْ عَلَينا :

  • فإذا بانَ لِهذا المنتهى

  • كانَ بذاك الابتداءْ .

  • مُلتقى دَلْوينِ في ناعُورةٍ :

  • أنتَ وَكيلٌ عن بَني الغَرْبِ

  • وَهُمْ عنكَ لَدَينا وُكلاءْ !

  • ***

  • ليسَ منّا هؤلاء

  • إنهم منكَ

  • فإنْ وافَوكَ للتَّطبيعِ طَبِّعْ مَعَهُمْ

  • واطبَعْ على لَوحِ قَفاهُمْ ما تَشاءْ .

  • ليسَ في الأمرِ جَديدٌ

  • نَحنُ نَدري

  • أنَّ ما أصبحَ تطبيعاً جَلِيّاً

  • كانَ طبْعاً في الخَفاءْ !

  • وَلَكُمْ أن تَسحبوا مِفرشَكُمْ نحو الضُّحى

  • كي تُكمِلوا فِعْلَ المَساءْ .

  • شأنكُمْ هذا

  • ولا شأنَ لَنا نَحنُ

  • بِما يَحدُثُ في دُورِ البِغاءْ !

  • ***

  • ليسَ مِنَا هؤلاء .

  • ما لَنا شأنٌ بما ابتاعُوُه

  • أو باعُوهُ عَنّا..

  • لَمْ نُبايعْ أَحَداً منهُمْ على البَيعِ

  • ولا بِعْناَ لَهُمْ حَقّ الشّراءْ .

  • فإذا وافَوكَ فاقبِضْ مِنهُمُ اللَّغْوَ

  • وَسَلِّمْهُم فَقاقيعَ الهَواءْ .

  • وَلَنا صَفْقَتُنا :

  • سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلافاً

  • وَنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافاً

  • وَنَسْتَوفي عَن القَطرةِ.. طُوفانَ دِماءْ !

  • ***

  • أيُها الباغي شَهِدْتَ الآنَ

  • كيفَ اعتقلَتْ جَيشَكَ رُوحُ الشُّهداءْ .

  • وَفَهِمتَ الآنَ جدّاً أنَّ جُرْحَ الكبرياءْ

  • شَفَةٌ تَصرُخ أنَّ العَيشَ والموتَ سواءْ .

  • وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى

  • لَنا عِشرونَ دَرْساً

  • ضَمَّها عِشرونَ طِر سا

  • كُتِبتْ بالدَّمِ والحقْدِ بأقلامِ العَناءْ

  • سَوفَ نتلوها غَداً

  • فَوقَ البَغايا هؤلاءْ !



أعمال أخرى أحمد مطر



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك