الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد مطر >> الإله ..! >>
قصائدأحمد مطر
- لهذا الإله أصعر خدي !
- أ هذا الذّي يأكُلُ الخُبزَ شُرْباً
- وَيَحسَبُ ظِلَّ الذُّبابةِ دُبّاً
- وَيمَشي مكباً
- كما قد مَشى بالقِماطِ الوَليدْ..؟
- أ هذا الّذي لم يَزَلْ ليسَ يَدْري
- بأيِّ الولاياتِ يُعنى أخوهُ
- وَيَعْيا بفَرزِ اسمهِ إذ يُنادى
- فِيحَسبُ أنَّ اُلمنادى أبوهُ
- ويجعَلُ أمْرَ السَّماءِ بأمرِ الّرئيسِ
- فَيَرمي الشِّتاءَ بِجَمْرِ الوَعيدْ
- إذا لم يُنَزَّلْ عَليهِ الجَليدْ ؟!
- أ هذا الَذي لا يُساوي قُلامَةَ ظُفرٍ
- تُؤدّي عَنِ الخُبزِ دَوْرَ البَديلِ
- ومِثقالَ مُرٍّ
- لِتخفيفِ ظِلِّ الدِّماءِ الثّقيلِ
- وَقَطرةَ حِبْرٍ
- تُراقُ على هَجْوهِ في القَصيدْ..؟
- أ هذا الغبيُّ الصَّفيقُ البَليدْ
- إلهٌ جَديدْ ؟!
- أ هذا الهُراءُ.. إلهٌ جَديدْ
- يَقومُ فَيُحنى لَهُ كُلُّ ظَهْرٍ
- وَيَمشي فَيَعْنو لَهُ كُلُّ جِيدْ
- يُؤنِّبُ هذا، ويَلعَنُ هذا
- وَيلطِمُ هذا، وَيركَبُ هذا
- وَيُزجي الصَّواعِقَ في كُلِّ أرضٍ
- وَيَحشو الَمنايا بِحَبِّ ا لَحصيدْ
- وَيَفعَلُ في خَلْقِهِ ما يرُيدْ ؟!
- **
- لِهذا الإلهِ... أُصَعِّرُ خَدّي
- وأُعلِن كُفري، وأُشهِرُ حِقدي
- وأجتازُهُ بالحذاءِ العَتيقِ
- وأطلُبُ عَفْوَ غُبارِ الطّريقِ
- إذا زادَ قُرباً لِوَجْهِ الَبعيدْ !
- وأرفَعُ رأسي لأَعلى سَماءٍ
- ولو كانَ شَنْقاً بحَبْلِ الوَريدْ
- وأَصْرُخُ مِلءَ الفَضاءِ المديدْ :
- أنا عَبدُ رَبِّ غَفورٍ رَحيمٍ
- عَفُوٍّ كريمٍ
- حكيمٍ مَجيدْ
- أنا لَستُ عبداً لِعبْدٍ مَريدْ
- أنا واحِدٌ مِن بقايا العِبادِ
- إذا لم يَعُدْ في جميعِ البلادِ
- ِسوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدْ.
- فأَنْزِلْ بلاءَكَ فَوقي وتحتي..
- وَصُبَّ اللّهيبَ، ورُصَّ الحَديدْ
- أنا لن أحيدْ
- لأنّي بكُلِّ احتمالٍ سَعيْد:
- مَماتي زَفافٌ، وَمَحْيايَ عِيدْ
- سَأُرغِمُ أنفَكَ في كُلِّ حالٍ
- فإمّا عَزيزٌ.. وإمّا شَهيدْ !
المزيد...
العصور الأدبيه