الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> سلامة بن جندل >> همت معدُ بنا هما >>
قصائدسلامة بن جندل
- أَودَى الشَّبابُ ، حَميدا ، ذو التَّعاجِيبِ
- أَودَى ، وذلك شأَوٌ غَيرُ مَطلوبِ
- وَلَّى حَثيثا ، وهذا الشَّيبُ يَطلبُهُ
- لو كَانَ يُدرِكُه رَكَضُ اليَعاقِيبِ
- أودَى الشّبابُ الّذِي مَجْدٌ عَواقبُهُ
- فيهِ نَلَذُّ ، ولا لَذّاتِ للشِّيبِ
- يَومانِ: يَومُ مَقاماتٍ وأَندِيةٍ
- ويَومُ سَيرٍ إِلى الأعداءِ ، تأوِيبِ
- وكَرُّنا خَيلَنا أدراجَها رُجُعا
- كُسَّ السَّنابكِ ، من بَدءٍ وتَعقِيبِ
- والعادياتُ ، أسابيُّ الدِّماءِ بها ،
- كأنَّ أعناقَها أَنصابُ تَرجِيبِ
- مِن كلِّ حَتٍّ إِذا ما ابتَلَّ مُلبَدُهُ
- ضافي السَّبِيبِ ، أسِيلِ الخَدِّ يَعبوبِ
- ليسَ بأقنَى ، ولا أسفَى ، ولا سَغِلٍ
- يُسقَى دَواءَ قَفيِّ السَّكْنِ مَربوبِ
- في كلٍّ قائمةٍ مِنهُ ، إذا اندَفَعَتْ
- مِنهُ ، أساوٍ كفَرغِ الدَّلوِ ، أُثعوبِ
- كأنَّهُ يَرْفَئِيٌّ نامَ عَن غَنَمٍ
- مُستنفَرٌ فِي سَوادِ اللَّيلِ مَذؤوبِ
- تَمَّ الدَّسِيعُ إلى هادٍ لـه بَتعٍ
- في جُؤجُؤٍ ، كَمَداكِ الطِّيبِ مَخضُوبِ
- تَظَاهَرَ النَّيُّ فيهِ ، فهُوَ مُحتَفِلٌ
- يُعطِي أساهِيَّ ، مِن جَريٍ وتَقرِيبِ
- يُحاضِرُ الجُونَ مُخضرّاً جَحَافِلُها
- ويَسبِقُ الألفَ عَفوا ، غَيرَ مَضروبِ
- كَمِ مِن فَقيرٍ ، بإذنِ اللّهِ ، قَد جَبَرَتْ
- وذِي غِنًى بَوَّأَتْهُ دَارَ مَحروبِ
- مِمّا يُقدِّمُ في الـهَيجا ، إِذا كُرِهَتْ
- عِندَ الطِّعان ، ويُنجي كلَّ مَكروبِ
- هَمَّتْ مَعَدٌّ بنا هَمّا ، فنَهْنَهها
- عنّا طِعانٌ ، وضَربٌ غَيرُ تَذبيبِب
- بالمَشرَفيِّ ، ومَصقولٍ أسِنَّتُها
- صُمِّ العَواملِ ، صَدْقاتِ الأنابيبِ
- يَجلُو أسِنَّتَها فِتيانُ عادِيةٍ
- لا مُقرِفينَ ، ولا سُودٍ ، جَعابِيبِ
- سَوَّى الثِّقاف قَنَاها ، فَهْيَ مُحكمَةٌ
- قَليلةٌ الزَّيغِ ، مِنْ سَنٍّ وتَركيبِ
- كأنَّها ، بأكُفّ القومِ إِذ لَحِقُوا،
- مَواتحُ البِئرِ ، أو أشطانُ مَطلوبِ
- كِلا الفَرِيقَينِ: أعلاهُم وأسفَلُهْم
- شَجٍ بأرماحِنا غَيرَ التَّكاذِيبِ
- إِنِّي وَجَدتُ بني سعدٍ ، يُفضِّلُهُمْ
- كُلُّ شِهابٍ على الأعداءِ مَصبوبِ
- إِلى تَميمٍ ، حُماةِ الثَّغرِ ، نِسبتُهُمْ
- وكلٍّ ذِي حَسَبٍ في النّاسِ ، مَنسوبِ
- قَومٌ ، إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ ، بُيوتُهُمُ
- عِزُّ الذَّليلِ ، ومأوى كلِّ قُرضوبِ
- يُنجِيهِمِ مِن دَواهي الشَّرِّ ، إِنْ أَزَمَتْ
- صَبرٌ عَلَيها ، وقِبْضٌ غَيرُ مَحسوبِ
- كنّا نَحُلُّ ، إذا هَبَّتْ شآمِيَةً
- بكلّ وادٍ ، حَطِيبِ البَطنِ ، مَجدوبِ
- شِيبِ المَباركِ ، مَدْروسٍ مَدافعُهُ
- هابِي المَراغِ ، قَليلِ الوَدْقِ ، مَوظوبِ
- كُنّا ، إِذا ما أتانا صارِخٌ فَزِعٌ
- كانَ الصُّرَاخُ لَه قَرعَ الظَّنابِيبِ
- وَشَدَّ كُورٍ ، على وَجناءَ ناجِيةٍ
- وشَدَّ لِبْدٍ ، على جَرداءَ سُرحُوبِ
- يُقالُ: مَحبِسُها أَدنَى لَمرتعِها
- ولو تَعادَى بِبَكْءٍ كُلُّ مَحلوبِ
- حتّى تُرِكْنا ، وما تُثْنَى ظَعائِنُنا
- يأخُذْنَ بَيْنَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ
المزيد...
العصور الأدبيه