الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ما أنا من خلاّنك >>
قصائدحاتم الطائي
- حَننتُ إلى الأجبالِ، أجبالِ طيّءٍ
- وحَنّتْ قَلوصي أن رَأتْ سوْطَ أحمرَا
- فقُلتُ لـها: إنّ الطّريقَ أمامَنا
- وإنّا لَمُحْيُو رَبْعِنا إنْ تَيَسّرَا
- فَيا راكِبَيْ عُلْيا جَديلَةَ، إنّما
- تُسامانِ ضَيْماً، مُسْتَبيناً، فتَنْظُرَا
- فَما نَكَراهُ غيرَ أنّ ابنَ مِلْقَطٍ
- أراهُ، وقد أعطى الظُّلامةَ، أوجَرَا
- وإنّي لمُزْجٍ للمَطيّ على الوَجَا
- وما أنا مِنْ خُلاّنِكِ، ابنَةَ عفزَرا
- وما زِلتُ أسعى بينَ نابٍ ودارَةٍ
- بلَحْيانَ، حتى خِفتُ أنْ أتَنَصّرا
- وحتى حسِبتُ اللّيلَ والصّبحَ، إذا بدا
- حِصانَينِ سَيّالَينِ جَوْناً وأشقَرَا
- لَشِعْبٌ مِنَ الرّيّانِ أمْلِكُ بابَهُ
- أُنادي بهِ آلَ الكَبيرِ وجَعْفَرَا
- أحَبُّ إليّ مِنْ خَطيبٍ رَأيْتُهُ
- إذا قُلتُ مَعروفاً، تَبَدّلَ مُنْكَرَا
- تُنادي إلى جاراتِها: إنّ حاتِماً
- أراهُ، لَعَمْري، بَعدنا، قد تغَيّرَا
- تَغَيّرْتُ، إنّي غَيرُ آتٍ لِرِيبَةٍ
- ولا قائلٌ، يوْماً، لذي العُرْفِ مُنكَرَا
- فلا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ
- إذا بادَرَ القوْمُ الكَنيفَ المُستَّرَا
- ولا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ
- إذا الخَيلُ جالَتْ في قَناً قد تكَسّرَا
- فلا هيَ ما تَرْعى جَميعاً عِشارُها
- ويُصْبحُ ضَيْفي ساهِمَ الوَجهِ، أغبرَا
- متى تَرَني أمشي بسَيفيَ، وَسْطَها
- تَخَفْني وتُضْمِرْ بَيْنَها أنْ تُجَزَّرَا
- وإنّي ليَغشَى أبْعَدُ الحيّ جَفْنَتي
- إذا وَرَقُ الطّلْحِ الطّوالِ تَحَسّرَا
- فلا تَسْأليني، واسألي بيَ صُحْبَتي
- إذا ما المَطيّ، بالفَلاةِ، تَضَوّرَا
- وإنّي لَوَهّابٌ قُطوعي وناقَتي
- إذا ما انتَشَيتُ، والكُميتَ المُصَدِّرَا
- وإنّي كأشلاءِ اللّجام، ولنْ ترَى
- أخا الحرْبِ إلاّ ساهِمَ الوَجْهِ، أغبرَا
- أخو الحربِ، إن عضّتْ به الحرْبُ عضّها
- وإنْ شمّرَتْ عن ساقِها الحرْبُ شمّرَا
- وإنّي، إذا ما الموْتُ لم يَكُ دونَهُ
- قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا
- متى تَبْغِ وُدّاً منْ جَديلَةَ تَلْقَهُ
- مَعَ الشِّنْءِ منهُ، باقياً، مُتأثّرَا
- فإلاّ يُعادونا جَهَاراًنُلاقِهِمْ
- لأعْدائِنا، رِدْءاً دَليلاً ومُنذِرَا
- إذا حالَ دوني، من سُلامانَ، رَملةٌ
- وَجدتُ تَوالي الوَصْلِ عنديَ أبْترَا
المزيد...
العصور الأدبيه