الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أماوِيّ! إمّا متُّ! >>
قصائدحاتم الطائي
- بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ
- بسَقفِ اللّوَى بينَ عَمورانَ فالغَمرِ
- بمُنْعَرَجِ الغُلاّنِ، بينَ سَتيرَةٍ
- إلى دارِ ذاتِ الـهَضْبِ، فالبُرُفِ الحُمرِ
- إلى الشِّعبِ، من أُعلى سِتارٍ، فثَرْمَدٍ
- فبَلْدَةِ مَبنى سِنْبسٍ لابنتَيْ عَمرِو
- وما أهلُ طَوْدٍ، مُكفَهِرٍّ حصُونُه
- منَ الموْتِ، إلاّ مثلُ مَن حلّ بالصَّحرِ
- وما دارِعٌ، إلاّ كآخَرَ حاسِرٍ
- وما مُقتِرٌ، إلاّ كآخَرَ ذي وَفْر
- تَنُوطُ لَنا حُبَّ الحياةِ نُفُوسُنا
- شَقاءً، ويأتي الموْتُ من حيثُ لا ندري
- أماوِيّ! إمّا متُّ، فاسْعَيْ بنُطْفَةٍ
- من الخَمرِ، رِيّاً، فانضَحِنَّ بها قبرِي
- فلوْ أنّ عينَ الخَمرِ في رأسِ شارِفٍ
- من الأُسدِ، وردٍ، لاعتلَجنا على الخمرِ
- ولا آخُذُ المَوْلى لسوءِ بَلائِهِ
- وإنْ كانَ مَحنيّ الضّلوعِ على غَمْرِ
- متى يأتِ، يوْماً، وارثي يَبتغي الغِنى
- يجدْ جُمعَ كَفٍّ، غيرِ مِلء، ولا صِفْرِ
- يجدْ فَرَساً مثلَ العِنانِ، وصارِماً
- حُساماً، إذا ما هُزّ لم يَرْضَ بالـهَبرِ
- وأسمَرَ خَطِّيّاً، كأنّ كُعُوبَهُ
- نوَى القَسْبِ، قد أرمى ذراعاً على العشرِ
- وإنّي لأستَحيي منَ الأرْضِ أنْ أرَى
- بها النّابَ تَمشي، في عشِيّاتها الغُبْرِ
- وعِشتُ معَ الأقوامِ بالفقرِ والغِنى
- سَقاني بكأسَي ذاكَ كِلْتَيهِما دَهري
المزيد...
العصور الأدبيه