الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> لا امشي الى سرجارة >>
قصائدحاتم الطائي
- لا امشي الى سرجارة
- هلِ الدّهرُ إلاّ اليومُ، أوْ أمسِ، أوْ غدُ
- كذاكَ الزّمانُ، بَينَنا، يَتَرَدّدُ
- يَرُدّ عَلَيْنا لَيْلَةً بَعدَ يَوْمِها
- فلا نَحنُ ما نَبقى، ولا الدّهرُ يَنفدُ
- لنا أجَلٌ، إمّا تَناهَى إمامُهُ
- فَنَحْنُ عَلى آثارِهِ نَتَوَرّدُ
- بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي، فَما أنا مُدّعٍ
- سِواهُمْ، إلى قوْمٍ، وما أنا مُسنَدُ
- بدَرْئِهِمِ أغشَى دُروءَ مَعاشِرٍ
- ويَحْنِفُ عَنّي الأبْلَجُ المُتَعَمِّدُ
- فمَهْلاً! فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتي
- فلا يأمُرَني، بالدّنيّةِ، أسْوَدُ
- على جُبُنٍ، إذ كنتُ، واشتدّ جانبي
- أُسامُ التي أعْيَيْتُ، إذْ أنا أمْرَدُ
- فهَلْ ترَكتْ قَبلي حُضُورَ مَكانِها
- وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟
- ومُعتَسِفٍ بالرّمحِ، دونَ صِحابِهِ
- تَعَسّفْتُهُ بالسّيفِ، والقَوْمُ شُهّد
- فَخَرّ على حُرّ الجبينِ، وَذادَهُ
- إلى الموْتِ، مَطرُورُ الوَقيعةِ، مِذوَدُ
- فما رُمتُهُ، حتى أزَحتُ عَوِيصَهُ
- وحتى عَلاهُ حالِكُ اللّونِ، أسوَدُ
- فأقسَمْتُ، لا أمشي إلى سرّ جارَةٍ
- مَدَى الدّهرِ، ما دامَ الحَمامُ يُغرّدُ
- ولا أشتري مالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ
- ألا كلّ مالٍ، خالَطَ الغَدْرُ، أنكَدُ
- إذا كانَ بعضُ المالِ رَبّاً لأهْلِهِ
- فإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مالي مُعَبَّدُ
- يُفّكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
- ويُعْطَى، إذا مَنّ البَخيلُ المُطَرَّدُ
- إذا ما البَخيلُ الخَبّ أخْمَدَ نارَهُ
- أقولُ لمَنْ يَصْلى بناريَ أوقِدوا
- توَسّعْ قليلاً، أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا
- ومُوقِدُها الباري أعَفّ وأحْمَدُ
- كذاكَ أُمورُ النّاسِ راضٍ دَنِيّةً
- وسامٍ إلى فَرْعِ العُلا، مُتَوَرِّدُ
- فمِنْهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّتُّ حَوْلَهُ
- ومنهُمْ لَئيمٌ دائمُ الطّرْفِ، أقوَدُ
- وَداعٍ دَعاني دَعوَةً، فأجَبْتُهُ
المزيد...
العصور الأدبيه