الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> جبان الكلب >>
قصائدحاتم الطائي
- ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
- حِذارَ غَدٍ، أحجى بأنْ لا يَضِيرُها
- إذا النّجم أضْحى، مغربَ الشمس، مائلاً
- ولم يكُ، بالآفاقِ، بَوْنٌ يُنيرُها
- إذا ما السّماءُ، لم تكنْ غيرَ حَلْبَةٍ
- كجِدّةِ بَيتِ العَنكبوتِ، يُنيرُها
- فقد عَلِمَتْ غَوْثٌ بأنّا سَراتُها
- إذا أُعلِمَتْ، بعدَ السِّرارِ، أُمورُها
- إذا الرّيحُ جاءَتْ من أمامِ أخائِفٍ
- وألْوَتْ، بأطنابِ البُيوتِ، صدورُها
- وإنّا نُهينُ المالَ، في غيرِ ظِنّةٍ
- وما يَشتكينا، في السّنينَ، ضرِيرُها
- إذا ما يخيلُ النّاسِ هَرّتْ كِلابُهُ
- وشقّ، على الضّيفِ الضّعيفِ، عَقورُها
- فإنّي جَبانُ الكلبِ، بَيْتي مُوَطّأٌ
- أجودُ، إذا ما النّفسُ شَحّ ضَميرُها
- وإنّ كِلابي قد أُهِرّتْ وعُوّدَتْ
- قليلٌ، على مَنْ يَعتريني، هَريرُها
- وما تَشتكي قِدري، إذا الناسُ أمحَلتْ
- أُؤثّفُها طَوْراً، وطَوْراً أُميرُها
- وأُبْرِزُ قِدْري بالفَضاءِ، قليلُها
- يُرَى غَيرَ مَضْنُونٍ بهِ، وكَثِيرُها
- وإبْليَ رَهْنٌ أنْ يكونَ كَريمُها
- عَقِيراً، أمامَ البيتِ، حينَ أُثِيرُها
- أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني
- وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها
- وليسَ على ناري حِجابٌ يَكُنّها
- لمُسْتَوْبِصٍ ليلاً، ولكِنْ أُنيرُها
- فلا، وأبيكَ، ما يَظَلّ ابنُ جارَتي
- يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها
- وما تَشتَكيني جارَتي، غَيرَ أنّها
- إذا غابَ عَنها بَعلُها، لا أزورُها
- سَيَبْلُغُها خَيري، ويَرْجِعُ بعلُها
- إلَيها، ولمْ يُقْصَرْ عَليّ سُتُورُها
- وخَيْلٍ تَعادَى للطّعانِ شَهِدْتُها
- ولَوْ لم أكُنْ فيها لَساءَ عَذيرُها
- وغَمْرَةِ مَوْتٍ لَيسَ فيها هُوادَةٌ
- يكونُ صُدورَ المَشرَفيّ جُسوُرها
- صَبرْنا لـها في نَهْكِها ومُصابِها
- بأسْيافِنا، حتى يَبُوخَ سَعيرُها
- وعَرْجَلَةٍ شُعْثِ الرّؤوسِ، كأنّهم
- بنو الجِنّ، لم تُطبَخْ، بقِدْرٍ، جَزورُها
- شَهِدْتُ وعَوّاناً، أُمَيْمَةُ، انّنا
- بنو الحربِ نَصْلاها، إذا اشتدّ نورُها
- على مُهرَةٍ كَبداءَ، جرْداءَ، ضامِرٍ
- أمينٍ شَظاها، مُطْمَئِنٍّ نُسُورُها
- وأقسَمْتُ، لا أُعْطي مَليكاً ظُلامةً
- وحَوْلي عَدِيٌّ، كَهْلُها وغَرِيرُها
- أبَتْ ليَ ذاكُمْ أُسرَةٌ ثُعْلِيّةٌ
- كَريمٌ غِناها، مُسْتَعِفٌّ فَقيرُها
- وخُوصٍ دِقاقٍ، قد حَدَوْتُ لفتيةٍ
- عليهِنّ، إحداهنّ قد حَلّ كُورُها
المزيد...
العصور الأدبيه