الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمرو بن معدي كرب >> أمِنْ رَيْحانة َ الدَّاعي السَّميعُ >>
قصائدعمرو بن معدي كرب
أمِنْ رَيْحانة َ الدَّاعي السَّميعُ
عمرو بن معدي كرب
- أمِنْ رَيْحانة َ الدَّاعي السَّميعُ
- يُؤرِّقُنِي وأصحابي هُجوعُ
- يُنادِي مِن بَرَاقِشَ أو مَعِينٍ
- فأسْمَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيْعُ
- وقد جاوزْنَ من غُمدانَ داراً
- لأبوالِ البغال بها وَقيعُ
- وَرُبَّ مُحَرَّشٍ في جَنْبِ سلمى
- يُعَلُّ بِعَيْبِها، عندي، شفيعُ
- كأنَّ الأثْمِدَ الحارِيَّ فيها
- ُيَسُّف بحيثُ تَبْتَدِرُ الدُموعُ
- وأبكارٍ لَهَوْتُ بِهنَّ حيناً
- نواعمَ في أسرَّتِها الرُّدُوعُ
- أُمشِّي حولَها وأطوف فيها
- وتُعجبني المَحاجِرُ والفُزوعُ
- إذا يَضحكنَ أو يَبْسِمْن يوماً
- تَرَى بَرَداً ألَحَّ به الصَّقيعُ
- كأنَّ على عَوارِضِهنَّ راحا
- يُفَضُّ عليه رُمَّانٌ يَنِيْعُ
- تَراها الدَّهْرَ مُقْتِرَة ً كِباءً
- وتَقدحُ صَحْفة ً فيها نَقيعُ
- وصِبْغُ ثيابها في زَعْفَرانٍ
- بِجُدَّتِها كما احْمرَّ النَّجيعُ
- وقد عجِبتْ أمامة ُ أنْ رأتني
- تَفَرَّعَ لِمَّتِي شَيْبٌ فَظيعُ
- وقد أغْدُو يُدَافعني سَبُوحٌ
- شديدٌ أسْرُه فَعْمٌ سَرِيعُ
- وأحْمِرَة ُ الهُجَيْرَة ِ كلَّ يومٍ
- يَضُوْعُ جِحاشَهُنَّ بما يَضُوْعُ
- فأرسَلْنَا رَبِيئَتَنَا فأوْفَى
- فقال : ألا أُولى خَمْسٌ رُتُوعُ
- رَبَاعِيَة ٌ وقاِرحُها وجَحْشٌ
- وهادية ٌ وتالية ٌ زَمُوعُ
- فنادانا: أنَكْمُنُ أم نُبادي؟
- فلما مَسّ حالِبَهُ القَطيعُ
- أَرَنَّ عَشيَّة ً فاستعجَلَتْهِ
- قوائمُ كلُّها رَبذٌ سطُوعُ
- فأوفى عندَ أقصاهُنَّ شخصٌ
- يلوحُ كأنه سيفٌ صَنِيعُ
- تَرَاهُ حين يَعْثُرُ في دماءٍ
- كما يمشي بأقْدُحِهِ الخَليعُ
- أشابَ الرأسَ أيّامٌ طِوالٌ
- وَهَمَّ ما تَبَلَّغُهُ الضُلوعُ
- وسَوْقُ كَتيبة ٍ دَلفَتْ لأخْرَى
- كأنَّ زُهاءَها رأسٌ صَلِيعُ
- دَنَتْ واستأْخَرَ الأوغالُ عنها
- وخُلِّيَ بينهم إلاَّ الوَرِيعُ
- فِدى ً لهمُ معاً عَمِّي وخالي
- وشَرخُ شبابهِم إنْ لم يُضِيعُوا
- وإسنادُ الأسِنَّة ِ نحوَ نَحْري
- وهَزَّ المَشْرَفِيَّة ِ والوُقوعُ
- فإنْ تَنُبِ النَّوائِبُ آلَ عُصْمٍ
- تُرَى حَكَماتُهمْ فيها رُفُوعُ
- إذا لم تستطعْ شيئاً فَدَعْهُ
- وجاوِزْهُ إلى ما تستطيعُ
- وَصِلْهُ بالزِّماعِ فكلُّ أمرٍ
- سَمَا لكَ أو سَمَوْتَ له وَلُوعُ
- فكمْ مِن غائِطٍ مِنْ دُونَ سَلْمَى
- قليلِ الأُنْسِ ليس به كَتِيْعُ
- به السِّرحانُ مفترشاً يديه
- كأنَّ بياضَ لَبَّتِه الصَّدِيعُ
- وأرضٍ قد قطعتُ ، بها الهَوَاهي
- من الجِنَّانِ، سَرْبَخُها مَلِيعُ
- تَرَى جِيَفَ المَطِيِّ بحافَتَيْه
- كأنَّ عِظامَها الرَّخَمُ الوُقُوعُ
- لَعَمْرُكَ ما ثلاثٌ حائماتٌ
- على رُبَعٍ يَرِعْنَ وما يَرِيعُ
- ونابٌ ما يَعِيشُ لها حُوارٌ
- شديدُ الطَّعْنِ مِثْكالٌ جَزُوعُ
- سَدِيسٌ نَضَّجَتْهُ بعدَ حَمْلٍ
- تَحَرَّى في الحَنينِ وتَسْتَلِيْعُ
- بأَوْجَعَ لَوْعًة منِّي وَوَجْداً
- غداة َ تَحَمَّلَ الأنَسُ الجَميعُ
- فإمَّا كنتِ سائلة ً بمُهْرِي
- فمُهْرِي إن سألتِ به الرَّفِيعُ
المزيد...
العصور الأدبيه