الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عدي بن الرقاع >> أَتَعْرِفُ الدارَ أَمْ لا تعرفُ الطَّلَلاَ >>
قصائدعدي بن الرقاع
أَتَعْرِفُ الدارَ أَمْ لا تعرفُ الطَّلَلاَ
عدي بن الرقاع
- أَتَعْرِفُ الدارَ أَمْ لا تعرفُ الطَّلَلاَ
- أجلْ فهيجتِ الأحزان والوجلا
- وقد أَرَانِي بها في عِيشة ٍ عَجَبٍ
- والدهر بينا له حال إذِ انْفَتَلا
- ألهو بواضحة الخدينِ طيبة ٍ
- بعد المنام إذا ما سِرُّهَا ابتَذَلاَ
- ليسَتْ تزالُ إليها نفسُ صاحِبِها
- ظَمْأَى فلو رابت من قلبه الغَلَلاَ
- كشارب الخمر لا تُشْفَى لَذَاذَتُهُ
- ولو يطالع حتى يكثرَ العللا
- حتى تصرمَ لذاتِ الشبابِ وما
- من الحياة ِ بذا الدَّهْرِ الذي نَسَلاَ
- وَرَاعَهُنَّ بِوَجْهِي بَعْدَ جِدَّتِهِ
- شَيْبٌ تَفَشَّغَ في الصُّدْغَيْنِ فاشْتَعَلاَ
- وسار غربُ شبابي بعدَ جدتهِ
- كانما كانَ ضيفاً حفَّ فارتحلاَ
- فكم ترى من قويٍّ فَكَّ قُوَّتَهُ
- طولُ الزمانِ وسيفاً صارماً نحلاَ
- إنّ ابنَ آدمَ يرجُو ما وراءَ غدٍ
- ودونَ ذِلكَ غِيْلٌ يَعْتَقِي الأَمَلاَ
- لو كان يعتقُ حياً من منيتهِ
- تَحَرُّزٌ وحِذَارٌ أَحرَزَ الوَعِلا
- الأَعْصَمَ الصَّدَعَ الوَحْشِيَّ في شَغَفٍ
- دُونَ السَّماءِ نِيافٌ يَفْرَعُ الجَبَلاَ
- يَبِيْتُ يَحْفِرُ وَجْهَ الأَرْضِ مُجْتَنِحاً
- إذا اطمأنَّ قليلاً قام فانتقلا
- أو طائراً من عتاقِ الطيرِ مسكنهُ
- مصاعبُ الأرضِ والأشرافِ قدْ عقلاَ
- يكاد يقطع صعداً غير مكترثٍ
- إلى السماءِ ولولا بعدها فعلا
- وليس ينزل إلاّ فوق شاهقة ٍ
- جَنْحَ الظَّلاَمِ ولولا الليلُ ما نَزَلاَ
- فذاكَ منْ أحذرِ الأشياءِ لو وألتْ
- نفسٌ من الموتِ والآفاتِ أَنْ يَئِلاَ
- فصرَّمَ الهَمَّ إذ وَلَّى بناحِيَة ٍ
- عَيْرَانَة ٍ لا تَشَكَّى الأَصْرَ والعَمَلاَ
- من اللواتي إذا استقبلن مهمهة ً
- نجينَ منْ هولها الركبانَ والقفلاَ
- من فَرَّهَا يَرَهَا مِنْ جَانِبٍ سَدَساً
- وجانبٍ نابها لمْ يعدُ أنْ بزلاَ
- حرفٌ تشذرَ عنْ ريانَ منغمسٍ
- مستحقبٍ رزأتهُ رحمها الجملاَ
- أوكتْ عليه مضيقاً من عواهنها
- كَمَا تَضَمَّنَ كشحُ الحُرَّة ِ الحَبَلا
- كأنها وهي تحتَ الرحلِ لاهية ٌ
- إذا المطيُّ على أنقائِهِ ذَمَلاَ
- جُونِيَّة ٌ من قَطَا الصَّوَّانِ مَسكنُها
- جفاجفٌ تنبتُ القفعاءَ والبقلاَ
- بَاضَتْ بِحَزْمِ سُبَيْعٍ أَوْ بِمَرْفَضِهِ
- ذي الشيحِ حيث تلاقى التلعُ فانسحلاَ
- تروي لأزغبَ صيفيٍّ مهلكة ٍ
- إذا تَكَمَّشَ أولاد القطا خَذلا
- تنوش من صوة الأنهار يطعمه
- من التهاويل والزباد ما أكلا
- تَضُمُّهُ لجَنَاحَيْهَا وجُؤجُؤُهَا
- ضمَّ الفَتَاة ِ الصَّبيَّ المُغْيِلَ الصَغِلا
- تَسْتَوْرِدُ السِّرَّ أحياناً إذا ظَمِئَتْ
- والضَّحْلَ أسفل من جرزاته الغَلَلاَ
- تحسرت عقة عنه فأنسلها
- و اجتاب أخرى جديداً بعدما ابتقلا
- مُوَلَّعٌ بسوادٍ في أَسافِلِهِ
- منه احْتَذَى وبلَوْنٍ مِثْلِهِ اكْتَحَلاَ
المزيد...
العصور الأدبيه