الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> حسان بن ثابت >> ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا >>
قصائدحسان بن ثابت
ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا
حسان بن ثابت
- ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا
- كُحِلَتْ مآقِيها بكُحْلِ الأرْمَدِ
- جزعاً على المهديّ، أصبحَ ثاوياً،
- يا خيرَ من وطىء َ الحصى لا تبعدِ
- جنبي يقيكَ التربَ لهفي ليتني
- غُيّبْتُ قَبْلَكَ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ
- بأبي وأمي منْ شهدتُ وفاتهُ
- في يومِ الاثنينِ النبيُّ المهتدي
- فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَبَلِّداً،
- يالهْفَ نفسي لَيْتَني لم أُولَدِ
- أأُقِيمُ بَعْدَكَ بالمَدينَة ِ بَيْنَهُمْ؟
- يا لَيْتَني صُبّحْتُ سَمَّ الأسْوَدِ
- أوْ حلّ أمرُ اللهِ فينا عاجلاً
- في روحة ٍ منْ يومنا أوْ في غدِ
- فتقومَ ساعتنا، فنلقى طيباً
- مَحْضَاً ضَرَائِبُهُ كَريمَ المَحْتِدِ
- يَا بِكْرَ آمِنَة َ المُبَارَكَ ذِكْرُهُ،
- وَلدَتْكَ مُحْصَنة ً بِسعْدِ الأسعُدِ
- نُوراً أضَاءَ على البَرِيّة ِ كُلّها،
- مَنْ يُهْدَ للنّورِ المُبَارَكِ يَهْتَدِ
- يَا رَبّ! فاجْمَعنا فمَاً ونَبِيَّنَا،
- في جَنّة ٍ تَثْني عُيُونَ الحُسّدِ
- في جَنّة ِ الفِرْدَوْسِ واكتُبْها لَنَا
- يا ذا الجلالِ وذا العلا والسؤددِ
- واللَّهِ أسْمَعُ ما بَقِيتُ بهالِكٍ
- إلا بكيتُ على النبيّ محمدِ
- يا ويحَ أنصارِ النبيِّ ورهطهِ،
- بَعْدَ المغَيَّبِ في سَوَاءِ المَلْحَدِ
- ضاقتْ بالأنصارِ البلادُ فأصبحتْ
- سوداً وجوههمُ كلونِ الإثمدِ
- وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ، وَفِينَا قَبْرُهُ،
- وفضولُ نعمتهِ بنا لمْ يجحدِ
- وَاللَّهُ أكْرَمَنا بِهِ وَهَدَى بِهِ
- أنْصَارَهُ في كُلّ سَاعَة ِ مَشْهَدِ
- صَلّى الإلهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ
- والطيبونَ على المباركِ أحمدِ
- فرِحتْ نصارى يَثربٍ ويهودُها
- لمّا تَوَارَى في الضَريحِ المُلحَدِ
المزيد...
العصور الأدبيه