الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> حسان بن ثابت >> أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ >>
قصائدحسان بن ثابت
أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ
حسان بن ثابت
- أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ
- بينَ الجوابي، فالبُضَيعِ، فحَوْمَلِ
- فالمرجِ، مرجِ الصفرينِ، فجاسمٍ،
- فَدِيَارِ سلْمى ، دُرَّساً لم تُحلَلِ
- دمنٌ تعاقبها الرياحُ دوارسٌ،
- والمدجناتُ من السماكِ الأعزلِ
- دار لقوم قد أراهم مرة
- فوقَ الأعزة ِ عزهمْ لمْ ينقلِ
- لله دَرُّ عِصَابَة ٍ نادَمْتُهُمْ،
- يوْماً بجِلّقَ في الزّمانِ الأوَّلِ
- يمشونَ في الحُللِ المُضاعَفِ نسجُها،
- مشيَ الجمالِ إلى الجمالِ البزلِ
- الضّارِبُون الكَبْش يبرُقُ بيْضُهُ،
- ضَرْباً يَطِيحُ لَهُ بَنانُ المَفْصِلِ
- والخالِطُونَ فَقِيرَهمْ بِغنيّهِمْ،
- والمُنْعِمُونَ على الضّعيفِ المُرْمِلِ
- أوْلادُ جَفْنَة َ حوْلَ قبرِ أبِيهِمُ،
- قبْرِ ابْنِ مارِيَة َ الكريمِ، المُفضِلِ
- يُغشَوْنَ، حتى ما تهِرُّ كلابُهُمْ،
- لا يسألونَ عنِ اليوادِ المقبلِ
- يسقونَ منْ وردَ البريصَ عليهمِ
- بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرّحِيقِ السَّلسَلِ
- يسقونَ درياقَ الرحيقِ، ولمْ تكنْ
- تُدْعى ولائِدُهُمْ لنَقفِ الحَنْظَلِ
- بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَة ٌ أحسابُهُمْ،
- شُمُّ الأنوفِ، من الطّرَازِ الأوّلِ
- فَلَبِثْتُ أزْماناً طِوَالاً فِيهِمُ،
- ثمّ ادّكَرْتُ كأنّني لمْ أفْعَلِ
- إمّا تَرَيْ رأسي تَغَيّرَ لَوْنُهُ
- شَمَطاً فأصْبَحَ كالثَّغامِ المُحْوِلِ
- ولَقَدْ يَرَاني مُوعِدِيَّ كأنّني
- في قَصْرِ دومَة َ، أوْ سَواءَ الهيْكلِ
- ولقد شربتُ الخمرَ في حانوتها،
- ضهباءَ، صافية ً، كطعمِ الفلفلِ
- يسعى عليَّ بكأسها متنطفٌ،
- فيعلني منها، ولوْ لم أنهلِ
- إنّ الّتي نَاوَلْتَني فَرَدَدْتُها
- قُتِلَتْ، قُتِلْتَ، فهاتِها لم تُقتَلِ
- كِلْتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فَعَاطِني
- بِزُجاجَة ٍ أرْخاهُما للمِفْصَلِ
- بِزُجاجَة ٍ رَقَصَتْ بما في قَعْرِها،
- رَقَصَ القَلوصِ براكبٍ مُستعجِلِ
- نسبي أصيلٌ في الكرامِ، ومذودي
- تَكْوي مَوَاسِمُهُ جُنوبَ المصْطَلي
- وَلَقَدْ تُقلّدُنا العَشِيرَة ُ أمْرَها،
- ونَسُودُ يوْمَ النّائبَاتِ، ونَعتَلي
- ويسودُ سيدنا جحاجحَ سادة ً،
- ويصيبُ قائلنا سواءَ المفصلِ
- ونحاولُ الأمرَ المهمَّ خطابهُ
- فِيهِمْ، ونَفصِلُ كلَّ أمرِ مُعضِل
- وتزورُ أبوابَ الملوكِ ركابنا،
- ومتى نحكمْ في البرية ِ نعدلِ
- وَفَتًى يُحِبُّ الحَمدَ يجعَلُ مالَهُ
- من دونِ والدهِ، وإنْ لم يسألِ
- باكرتُ لذتهُ، وما ماطلتها،
- بِزُجاجَة ٍ مِنْ خَيْرِ كرْمٍ أهْدَلِ
المزيد...
العصور الأدبيه