الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> وكوم تنعم الأضياف عينا >>
قصائدالفرزدق
وكوم تنعم الأضياف عينا
الفرزدق
- وَكُومٍ تَنْعَمُ الأضْيَافُ عَيْناً،
- وَتُصْبِحُ في مَبَارِكِها ثِقالا
- حُوَاسَاتِ العِشَاءِ خُبَعْثَنَاتٍ
- إذا النّكْبَاءُ رَاوَحَتِ الشَّمَالا
- كَأنّ فِصَالَها حَبَشٌ جِعَادٌ،
- تُخَالُ على مَبَارِكِهَا جِفَالا
- لأكْلَفَ أُمُّهُ دَهْمَاءُ مِنْهَا،
- كَأنّ عَلَيْهِ مِنْ جَلَدٍ جِلالا
- أرِقْتُ، فَلَمْ أنَمْ لَيْلاً طَوِيلاً،
- أُرَاقِبُ هَلْ أرَى النّسْرَينِ زَالا
- فأرّقَني نَوَايِبُ مِنْ هُمومٍ
- عَلَيّ، وَلَمْ يَكُنْ أمْرِي عِيَالا
- وَكَانَ قِرَى الهُمُومِ، إذا اعْتَرَتْني
- زَمَاعاً، لا أُرِيدُ بِهِ بدَالا
- فَعادَلْتُ المَسَالِكَ نِصْفَ حَوْلٍ،
- وَحَوْلاً بَعْدَهُ حَتى أحَالا
- فَقَالَ لِيَ الّذِي يَعْنِيهِ شَأني،
- نَصِيحَةَ قَوْلِهِ سِرّاً، وَقَالا
- عَلَيْكَ بَني أُمَيّةَ، فَاسْتَجِرْهُمْ،
- وَخُذْ مِنْهُمْ لِمَا تَخْشَى حِبَالا
- فَإن بَني أُمَيّةَ في قُرَيْشٍ،
- بَنَوا لِبُيُوتِهِمْ عَمَداً طِوَالا
- فَرَوّحْتُ القَلُوصَ إلى سَعِيدٍ،
- إذا مَا الشّاةُ في الأرْطَاةِ قَالا
- تَخَطّى الحَرّةَ الرّجْلاءَ لَيْلاً،
- وَتَقْطَعُ في مَخَارِمِهَا نِعَالا
- حَلفَتُ بِمَنْ أتَى كَنَفَيْ حِرَاءٍ،
- وَمَنْ وَافَى بِحُجّتِهِ إلالا
- إذا رَفَعُوا سَمِعْتَ لَهُمْ عَجِيجاً،
- عَجيجَ مُحَلِّىءٍ نَعَماً نِهالا
- وَمَنْ سَمَك السّمَاءَ لَهُ فَقامَتْ،
- وَسَخّرَ لابنِ داوُدَ الشَّمَالا
- وَمَنْ نَجّى مِنَ الغَمَرَاتِ نُوحاً،
- وَأرْسَى في مَواضِعِها الجِبَالا
- لَئْنْ عافَيْتَني وَنَظَرْتَ حِلْمي
- لأعْتَتِنَنْ إنِ الحَدَثَانُ آلا
- إلَيْكَ فَرَرْتُ مِنْكَ وَمِنْ زِيَادٍ،
- وَلَمْ أحْسِبْ دَمي لَكُمَا حَلالا
- وَلَكِنّي هَجَوْتُ، وَقَدْ هَجَتْني
- مَعاشِرُ قَدْ رَضَخْتُ لَهمْ سِجَالا
- فإنْ يَكُنِ الهِجَاءُ أحَلّ قَتْلي،
- فَقَدْ قُلْنَا لِشَاعِرِهِمْ، وَقَالا
- وَإنْ تَكُ في الهِجَاءِ تُرِيدُ قَتْلي،
- فَلَمْ تُدْرِكْ لِمُنْتَصِرٍ مَقَالا
- ترَى الشُّمَّ الجَحاجِحَ مِنْ قُرَيْشٍ
- إذا مَا الأمْرُ في الحَدَثَانِ عَالا
- بَني عَمّ الرّسُولِ ورَهْطَ عَمْروٍ،
- وَعُثْمَانَ الّذِينَ عَلَوْا فَعَالا
- قِيَاماً يَنْظُرُون إلى سَعِيدٍ،
- كَأنّهُمُ يَرَوْنَ بِهِ هِلالا
- ضَرُوبٍ للقَوانِسِ، غَيْرِ هِدٍّ،
- إذا خَطَرَتْ مَسَوَّمَةً رِعَالا
المزيد...
العصور الأدبيه