الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> ود جرير اللؤم لو كان عانيا >>
قصائدالفرزدق
ود جرير اللؤم لو كان عانيا
الفرزدق
- وَدّ جَرِيرُ اللّؤمِ لَوْ كَانَ عانِياً،
- ولَمْ يَدنُ منْ زَأرِ الأسودِ الضّرَاغمِ
- فإنْ كُنتُما قَدْ هِجتُماني عَلَيكْمَا
- فلا تَجَزَعَا وَاسْتَسمِعا للمُرَاجِمِ
- لمِرْدَى حُرُوبٍ مِنْ لَدُنْ شدَّ أزْرَهُ
- مُحامٍ عن الأحسابِ صعَبِ المَظالِمِ
- غَمُوسٍ إلى الغاياتِ يُلْفَى عَزِيمُهُ،
- إذا سَئِمَتْ أقْرَانُهُ، غَيرَ سَائِمِ
- تَسُورُ بِهِ عِنْدَ المَكَارِمِ دارِمٌ،
- إلى غايَةِ المُسَتَصْعَباتِ الشّداقِمِ
- رَأتْنَا مَعدُّ، يَوْمَ شَالَتْ قُرُومُها،
- قِياماً على أقْتَارِ إحْدَى العَظائِمِ
- رَأوْنَا أحَقَّ ابْنيْ نِزَارٍ وَغَيْرِهِمْ،
- بإصْلاحِ صَدْعٍ بَيْنَهُمْ مُتَفاقِمِ
- حَقَنّا دِمَاءَ المُسلِمينَ، فأصْبَحَتْ
- لَنَا نِعْمَةٌ بُثْنى بهَا في المَواسِمِ
- عَشِيّةَ أعْطَتْنَا عُمَان أُمُورَهَا،
- وَقُدْنَا مَعدّاً عَنْوَةً بِالخَزَائِمِ
- وَمِنّا الّذِي أعْطَى يَدَيْهِ رَهينَةً
- لغارَيْ مَعَدٍّ يَوْمَ ضَرْبِ الجَماجمِ
- كَفَى كُلَّ أُمٍّ ما تَخافُ على ابْنِها،
- وَهُنّ قِيَامٌ رَافِعاتُ المَعاصِمِ
- عَشِيّةَ سَالَ المِرْبَدانِ كِلاهُمَا
- عَجاجَةَ مَوْتٍ بالسّيُوفِ الصّوَارِمِ
- هُنالِكَ لَوْ تَبغي كُلَيباً وَجْدْتَهَا
- بِمَنْزِلَةِ القِرْدانِ تَحْتَ المَناسِمِ
- وَمَا تَجعَلُ الظِّرْبَى القِصَارَ أُنُوفُها
- إلى الطِّمّ من مَوْجِ البحارِ الخَضَارِمِ
- لهَامِيمُ، لا يَسطِيعُ أحمالَ مثلِهمْ
- أنُوحٌ وَلا جاذٍ قَصِيرُ القَوائِمِ
- يَقولُ كِرَامُ النّاسِ إذْ جَدّ جِدُّنا،
- وَبَيّنَ عَنْ أحْسَابِنَا كُلُّ عالِمِ
- عَلامَ تَعَنّى يا جَرِيرُ، وَلمْ تَجِدْ
- كُلَيْباً لهَا عَادِيّةٌ في المَكَارِمِ
- وَلَسْتَ وَإنْ فَقَّأتَ عَيْنَيكَ وَاجداً
- أباً لَكَ، إذْ عُدّ المَساعي، كدارِمِ
- هوَ الشّيخُ وَابنُ الشّيخِ لا شَيخَ مثلَه،
- أبُو كُلّ ذِي بَيْتٍ رَفِيعِ الدّعَائِمِ
- تَعنّى مِنَ المَرّوتِ يَرْجُو أرُومَتي
- جَرِيرٌ على أُمّ الجِحاشِ التّوَائِمِ
- وَنِحْياكَ بالمَرّوتِ أهوَنُ ضَيْعةً،
- وَجَحشاكَ من ذي المأزِقِ المُتَلاحِم
- فَلَوْ كُنتَ ذا عَقْلٍ تَبَيّنْتَ أنّما
- تَصُولُ بِأيْدِي الأعجَزِينَ الألائِمِ
- نَماني بَنُو سَعْدِ بنِ ضَبّةَ فانتَسِبْ
- إلى مِثْلِهِمْ أخوَالِ هاجٍ مُرَاجِمِ
- وَضَبّةُ أخْوَالي هُمُ الهَامَةُ الّتي
- بهَا مُضَرٌ دَمَاغَةٌ للجَمَاجِمِ
- وهَلْ مِثْلُنا يا ابنَ المَرَاغَةِ إذْ دَعَا
- إلى البَأسِ داعٍ أوْ عِظامِ المَلاحِمِ
- فَما مِنْ مَعَدّيٍّ كِفَاءً تَعُدُّهُ
- لَنا غَيرَ بَيْتَيْ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
- وَما لَكَ مِنْ دَلْوٍ تُواضِخُني بهَا،
- ولا مُعِلِمٍ حَامٍ عَنِ الحيّ صَارِمِ
- وَعِنْدَ رَسُولِ الله قام ابنُ حابسٍ
- بُخطّةِ سَوّارٍ إلى المَجْدِ حازِمِ
- لَهُ أطْلَقَ الأسْرَى الّتي في حِبَالِهِ
- مُغَلَّلَةً أعْنَاقُهَا في الأداهِمِ
- كَفَى أُمّهَاتِ الخائفِينَ عَلَيْهِمُ
- غَلاءَ المُفادِي أوْ سِهَامَ المُسَاهِمِ
- فَإنّكَ وَالقَوْمَ الّذِينَ ذَكَرتَهُمْ
- رَبِيعَةَ أهْلَ المُقْرَباتِ الصّلادِمِ
- بَناتُ ابنِ حَلاّبٍ يَرُحْنَ عَلَيْهِمُ
- إلى أجَمِ الغابِ الطّوَالِ الغَوَاشِمِ
- فعلا وَأبِيكَ الكَلْبِ ما مِنْ مَخافَةٍ
- إلى الشّأمِ أدّوْا خالِداً لمْ يُسالِمِ
- وَلكِنْ ثَوَى فيهِمْ عَزِيزاً مكَانُهُ
- على أنْفِ رَاضٍ من مَعَدٍّ ورَاغِمِ
- وَما سَيّرَتْ جاراً لهَا من مَخافَةٍ،
- إذا حَلّ من بَكْرٍ رُؤوسَ الغَلاصِمِ
- بِأيّ رِشَاءٍ، يا جَرِيرُ، وَمَاتِحٍ
- تَدَلّيْتَ في حَوْماتِ تِلْكَ القَماقِمِ
- وَما لكَ بَيْتُ الزَّبَرْقَانِ وَظِلّهُ؛
- وَما لكَ بَيْتٌ عِندَ قَيسِ بنِ عاصِمِ
- وَلكِنْ بَدا للذّلِّ رَأسُكَ قاعِداً،
- بِقَرْقَرَةٍ بَينَ الجِداءِ التّوَائِمِ
- تَلُوذُ بأحقَيْ نَهشَلٍ من مُجاشِعٍ
- عِيَاذَ ذَليلٍ عارِفٍ للمَظالِمِ
- وَلا نَقتُلُ الأسرَى وَلكنْ نَفُكُّهمْ
- إذا أثْقَلَ الأعناقَ حَمْلُ المَغارِمِ
- فَهَلْ ضَرْبَةُ الرّوميّ جاعِلَةٌ لكمْ
- أبا عَنْ كُلَيْبٍ أوْ أباً مِثلَ دارِمِ
- فَإنّكَ كَلْبٌ مِنْ كُلَيْبٍ لكَلْبَةٍ
- غَذَتْكَ كُلَيبٌ في خَبيثِ المَطاعِمِ
المزيد...
العصور الأدبيه