الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> هتمت قريبة يا أخا الأنصار >>
قصائدالفرزدق
هتمت قريبة يا أخا الأنصار
الفرزدق
- هُتِمَتْ قَرِيبَةُ، يا أخَا الأنْصَارِ،
- فَاغْضَبْ لِعرْسِكَ أنْ تُرَدّ بَعارِ
- وَاعْلَمْ بَأنّكَ ما أقَمْتَ على الذي
- أصْبَحَتْ فِيهِ، مُنَوَّخٌ بِصَغَارِ
- إنّ الحَلِيلَةَ لا يَحِلّ حَرِيمُهَا،
- وَحَلِيلُهَا يَرْعَى حِمى الأحْرَارِ
- ولَعَمْرُ هَاتِمِ في قَرِيبَةَ ظَالِماً،
- مَا خَافَ صَوْلَةَ بعْلِهَا البَرْبَارِ
- وَلَوَ أنّهُ خَشِيَ الدَّهَارِس عِنْدَهُ
- لَمْ تَرْمِهِ بِهَوَاتِكِ الأسْتَارِ
- وَلَوْ أنّهُ في مَازِنٍ لَتَنَكّبَتْ
- عَنْهُ الغَشِيمَةُ، آخِرَ الأعْصَارِ
- وَلَخَافَ فَرْسَتَهُ، وَهَزّتَنَا بِهِ،
- وَشَبَاةَ مِخْلَبِهِ الهِزَبرُ الضّارِي
- وَلَبُلّ هَاتِمُ في قَعِيدَةِ بَيْتِهِ
- مِنْهُ، بِأرْوَعَ فَاتِكٍ مِغْيَارِ
- طَلاّعِ أوْدِيَةٍ يُخَافُ طِلاعُهَا
- يَعظِ العَزِيمَةِ، مُحْصَدِ الأمْرَارِ
- مُتَفَرِّدٍ في النّائِبَاتِ بِرَأيِهِ،
- إنْ خَافَ فَوْتَ شَوَارِدِ الآثَارِ
- لا يَتّقي إنْ أمْكَنَتْهُ فُرْصَةٌ
- دُوَلَ الزّمَانِ، نَظارِ قالَ: نَظارِ
- وَلَما أقَامَ وَعِرْسُهُ مَهْتُومَةٌ،
- مُتَضَمِّخاً بِجَدِيّةِ الأوْتَارِ
- مُتَبَذِّياً ذَرِبَ اللّسَانِ مُفَوَّهاً،
- مُتَمَثِّلاً بِغَوَابِرِ الأشْعَارِ
- يُهْدِي الوَعيدَ وَلا يَحوطُ حَرِيمَهُ
- كَالكَلْبِ يَنْبَحُ مِنْ وَرَاءِ الدّارِ
المزيد...
العصور الأدبيه