الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> نحن أرينا الباهلية ما شفت >>
قصائدالفرزدق
نحن أرينا الباهلية ما شفت
الفرزدق
- نَحْنُ أرَيْنَا الباهلِيّةَ ما شَفَتْ
- بِهِ نَفْسَهَا مِنْ رَأسِ ثَأرٍ مُعَلَّقِ
- حَمَلْنَا إلَيْها مِنْ مُعَاوِيَةَ الّتي
- هيَ الأمّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخِ مُنَقِنقِ
- وَنَحْنُ أزَحْنا عَنْ خُوَيْلَةِ جَحدرٍ
- شَجاً كانَ منها في مكانِ المُخَنَّقِ
- وكانَتْ إذا ابْنا مِسْمَعٍ ذُكِرَا لَها
- جَرَتْ دُفَعٌ مِنْ دَمْعِها المُتَرَقرِقِ
- فَساغَ لها بَرْدُ الشّرَابِ، ولمْ يكُنْ
- يَسُوغُ لهَا في صَدْرِها المُتَحَرِّقِ
- أتَتْها، وَلا تَمشِي، ثَمانُونَ لحيَةً
- جَماجِمُها مِنْ مُخُتَلىً وَمُفَلَّقِ
- فكائِنْ بقَنْدابِيلَ مِنْ جَسَدٍ لهُمْ،
- وَبالعَقِرِ من رَأسٍ يُدهدى ومَرْفَقِ
- يُدهْدى مِنَ الحِصْنِ الذي سَرِعوا به
- إلى الأرْض شَتى من قَتيلٍ وَمُرْهَقِ
- فَما مِنْ بَلاءٍ أوْ وَفَاءٍ سِوَى الّتي
- فَعَلْنَا بِقَنْدابِيل إذْ نَحنُ نَرْتقي
- إلَيْهِمْ، وَهُمْ في سُورِها، بسُيُوفِنا
- وَعَسّالَةٍ يَخْرِقْنَهُمْ كلَّ مَخرَقِ
- فإنْ يَكُ قَتْلٌ بابنِ أرْطَاةَ شافِياً
- وَمُرْقىءَ عَينٍ، دَمْعُها ذو تَرَقرُقِ
- فَلَمْ يُبْقِ مِنْ آلِ المُهَلَّبِ ضَرْبُنا
- بكُلّ يَمانٍ ذِي حُسامٍ وَرَوْنَقِ
- لَهُمْ غَيرَ أنْوَاحٍ قِيَامٍ نِسَاؤهَا
- إلى جَنْبِ أجْسادٍ عُرَاةٍ وَدَرْدَقِ
- وَذاتِ حَليلٍ أنْكَحَتها رِمَاحُنَا
- حَلالاً لِمَنْ يَبْني بِهَا لمْ تُطَلَّقِ
- وَكانَتْ أثَافي قِدْرِنَا رَأس بَعْلِها،
- وَعَمّيْهِ في أيْدٍ سَقَطَنْ وَأسْوُقِ
- ألَمْ تَرَ أنّا بِالمَشاعِرِ يُهْتَدَى
- بِنا، ولَنَا مَجدُ الفَخُورِ المُصَدَّقِ
- أبي مُضَرٌ مِنْهُ الرّسُولُ الذي هدى
- به الله مَنْ صَلّى بغْرْبٍ وَمَشْرِقِ
- إذا خِنْدِفٌ بالأبْطَحَينِ تَغَطْرَفَتْ
- وَرَائي وَقَيْسٌ ذَيّلَتْ بالمُشَرَّقِ
- فَما أحدٌ إلاّ يَرَانَا أمامَهُ
- وَأرْبَابَهُ مَنْ فَوْقِهِ حِينَ نَلْتَقي
- وَمَنْ يَلْقَ بَحْرَيْنا، إذا ما تَناطَحا
- بخِنْدِفَ أوْ قَيسِ بنِ عَيلانَ، يَغرَقِ
- هُمَا جَبَلا الله اللّذَانِ ذُرَاهُمَا
- معَ النّجْمِ في أعْلى السّماءِ المُحَلِّقِ
- فَتَحْنَا بإذْنِ الله كُلَّ مَدِيِنَةٍ
- مِنَ الهِندِ أوْ بابٍ من الرّومِ مُغْلَقِ
المزيد...
العصور الأدبيه