الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> ما إن أبو بشر ولا أبواهما >>
قصائدالفرزدق
ما إن أبو بشر ولا أبواهما
الفرزدق
- مَا إنْ أبُو بِشْرٍ، وَلا أبَوَاهُمَا
- مِثْلَ الّذِينَ إلى البِنَاءِ الأطْوَلِ
- رَفَعُوا يَدَيْكَ، وَلا التي جَمَعَتْهُمُ
- لكَ بَينَ أقْرُمِ عَبْدِ شَمْسِ البُزَّلِ
- هَلْ تَعْلَمُونَ بَني أُمَيّةَ قَاتَلُوا
- إلاّ بِسَيْفِ نُبُوّةٍ لَمْ يُفْلَلِ
- ضَرَبُوا بحَقّ نُبُوّةٍ كَانَتْ لَهُمْ،
- وَسُيُوفِ أُسْدِ خَفِيّةٍ لمْ تَنْكُلِ
- وَتَرَى البِلادَ، وَوَحْشَهَا يَخشَيْنَهُ
- مَلِكاً، وَلَيسَ يَقُولُ ما لمْ يَفعَلِ
- وَمُغَلَّثِينَ مِنَ النّعَاسِ، كَأنّما
- شَرِبُوا عَتيقَ سنينَ فَوْقَ الأرْحُلِ
- وَتَرَى لَهُمْ لِمَماً تَرَى خَفَقَانَهَا
- يَغْثَينَ مُضْطَرِبَ الرّؤوسِ المُيّلِ
- نَبّهتُهمْ بكَ بَعدَما غَلَبَ الكَرَى
- مِنهُمْ جُفُونَ نَوَاعسٍ لم تُكْحَلِ
- مِنْهُمْ بِوَقْعَةِ مَيّتَينِ كَلا وَلا
- وَقَعُوا إلى رُكَبِ المَطِيّ الكُلَّلِ
- يا خَيرَ مَنْ خَبَطَتْ إلَيْهِ مَطِيّةٌ،
- مَا عَنْكَ لي وَلصَاحبي من مَزْحَلِ
- أكَلَ السّنُونَ بِلادَنَا، فتَرَكْنَها
- جُرْداً، وَكُلَّ بهيمَةٍ في الهُزّلِ
- وَلَقَدْ تَرَكْتُ بِوَاحِفَينِ بَقِيّةً،
- يَرْجونَ سَيبَ نداكَ غيرَ المُمحِلِ
- أعطَى ابنَ عاتِكَةَ، الذي ما فَوْقَهُ
- غَيرُ النّبُوّةِ وَالجَلالِ الأجْلَلِ
- سُلْطَانَهُ وَعَصَا النّبيّ وَخَاتَماً
- ألقَى لَهُ بِجِرَانِهِ وَالكَلْكَلِ
- أهْلُ المَشارِقِ وَالمَغارِبِ، إذْ رَأوْا
- مَا فِيهِ، ذِكْرُ مُحَمّدٍ لمْ يُنْحَلِ
المزيد...
العصور الأدبيه