الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> ليست ترد ديات من قد قتلت >>
قصائدالفرزدق
ليست ترد ديات من قد قتلت
الفرزدق
- لَيْسَتْ تَرُدّ دِياتِ مَنْ قد قَتَّلَتْ،
- قَدْ طَالَ مَا قَتَلَتْ بغَيرِ قَتِيلِ
- يَا لَيْتَهَا شَهِدَتْ تَقَلُّبَ لَيْلَتي،
- إذْ غَابَ عَني ثَمّ كُلُّ خَلِيلِ
- تَدْنُو فتُطْمِعُ ذا السّفَاهَةِ وَالصِّبَا
- مِنْهَا، إذا طُلِبَتْ بِغَيرِ مُنِيلِ
- وَكَأنّ طَعْمَ رُضَابِ فِيهَا إذ بدتْ
- بَرَدٌ بِفَرْعِ بَشَامَةٍ مَصْقُولِ
- ولقَد دنَتْ لي في التخلّبِ إذْ دَنَتْ
- مِنْهَا، بِلا بَخَلٍ وَلا مَبْذُولِ
- وَلَقَدْ نَمَتْ بِكَ للمُعَلّى سُورَةٌ،
- رَفَعَتْ بِناءَكَ في أشَمَّ طَوِيلِ
- وَلَقَدْ بَنى لَكُمُ المُعَلّى بَيْتَكُمْ
- في فَرْعِ رَابِيَةٍ بِغَيرِ مَسِيلِ
- إنّي بذِمّةِ مَالِكٍ وَبِمُنْذِرٍ
- بِألاكَ مُحْتَرِسٌ لِكُلّ مَحُولِ
- وَإذا حُمِلْتُ إلى الصّلاةِ كَأنّني
- عِبْءٌ يَمِيلُ بِعَدْلِهِ المَعْدُولِ
- يَمْشي الرّجالُ بِهِ على أيْدِيهِمِ،
- لله، دَرُّ مُقَيَّدٍ مَحْمُولِ
- إنّ القِرَى سُجِنَتْ مَعي نِيرَانُهُ،
- عَنْ كُلّ نَازِلِ جَنْبَةٍ وَدَخِيلِ
- قَدْ كُنْتُ أُطْعِمُهُنّ كلَّ سَمِينَةٍ
- للطّارِقِينَ بِأسْرَعِ التّعْجِيلِ
- وَلَقَدْ نَهَضْنَ مِنَ العِرَاقِ بلُقَّحٍ
- قَدْ أُوْثِقَتْ حَلَقاتُهنّ، وَحُولِ
- يَعْدُونَ حين دُفِعَنَ، لمّا أوْضَعُوا
- بخَشاشِ عَادِيَةٍ، وَكُلِّ جَدِيلِ
- إنّي حَلَفْتُ بِصَارِعٍ لابنٍ لَهُ
- إسْحَقَ، فَوْقَ جَبِينِهِ المَتْلُولِ
- وَلَقَدْ حَلَفْتُ بمُقْبِلِينَ إلى مِنىً،
- جَاءوا عَصَائِبَ فَوْقَ كلّ سَبِيلِ
- شُعْثِ الرّؤوسِ مُلَبَّدينَ رَمتْ بهمْ
- أنْقَاءُ كُلّ تَنُوفَةٍ وَهُجُولِ
- أن قد مضَتْ لي منكَ حُسنُ صَنيعَةٍ،
- وَالرّاقِصَاتِ بِنُمْرُقٍ وَشَليلِ
- يا مال! هلَ لكَ في أسِيرٍ قد أتَتْ
- تِسْعُونَ فَوْقَ يَدَيْهِ غَيرَ قَلِيلِ
- فَتَجُزَّ نَاصِيَتي، وتُفْرِجَ كُرْبَتي
- عَنِّي، وَتُطْلِقَ لي يَدَاكَ كُبُولي
- يا مالِ! هَلْ أنَا مُهْلِكي مَا لمْ أقُل،
- وَلَيُعْرَفَنّ مِنَ القَصَائِدِ قِيلي
- إنّ ابنَ جَبّارَيْ رَبِيعَةَ مَالِكاً،
- لله سَيْفُ صَنيِعَةٍ مَسْلُولِ
- مَا زَالَ، في آلِ المُعَلّى قَبْلَهُ،
- سَيْفٌ لِكُلّ خَلِيفَةٍ وَرَسُولِ
- وَلَقَدْ وَرِثْتَ بِمُنْذِرٍ وَبِمَالِكٍ
- مَلَكَيْ رَبِيَعَةِ رَأسِ كُلّ خَليلِ
- لا تَأخُذَنّ عَليّ قَوْلَ مُحَدِّثٍ
- ضَغِنٍ عَلى وِتْرٍ بِهِ مَتْبُولِ
- والخَيْلُ تَعْرِفُ مِنْ جَذِيمَةَ أنّهَا
- تَعْدُو بِكُلّ سَمَيْدَعٍ بُهْلُولِ
- جَارَاتُهُمْ يَعْلَمَنْ حَقّاً أنّهُمْ
- فِتْيَانُ يَوْمِ كَرِيهَةٍ مَشْمُولِ
- المُطْعِمُونَ إذا الصَّبَا بَرَدَتْ لهُمْ،
- وَالطّاعِنُونَ نُحُورَ كُلّ قَبِيلِ
- وَكَأنّ جار بَني المُعَلّى مُشْرِفٌ
- مِنْ رَأسِ رَهْوَةَ فَوْقَ أُمّ وَعُولِ
- اسْقُوا فَقَدْ مَلأ المُعَلّى حَوْضَكُمْ
- بِذَنُوبِ مُلْتَهِمِ الذِّنَابِ سَجيلِ
- وَلَقَدْ أُمِرْتَ، إذا أتَاكَ مُحَدِّثٌ
- بِعَضِيهةٍ، بِبَيَانِ غَيرِ جَهُولِ
المزيد...
العصور الأدبيه